أكد خبراء اقتصاديون عرب أن قرار المجلس الاقتصاد بجامعة الدول العربية بفرض حزمة من العقوبات الاقتصادية على سوريا سوف سيزيد الاحتقان الداخلي ضد سياسة النظام. وشدد هؤلاء الخبراء، فى ندوة إلكترونية أقامها اليوم الأحد مركز الدراسات العربي- الأوروبي ومقره باريس وتدار حواراته من العاصمة الأردنية عمان حول السيناريوهات المتوقعة لإنهاء الأزمة في سوريا، على أن فرصة النجاة للنظام السوري هى فى الخطة العربية، محذرين من أنه إذا لم يسارع النظام السورى بقبولها فإنهم سيضعون البلاد والنظام فى طريق الفوضى ثم الزوال.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الأردني الدكتور نصير الحمود إن إنهاء الأزمة السورية ستكون ضمن سيناريوهين؛ الأول يتمثل فى مواصلة الضغوط العربية بالتعاون مع تركيا بما يشمل العقوبات الاقتصادية القاسية، والتى سيتعذر على دمشق معها تصدير سلعها وبالتالى الحصول على العملة الصعبة اللازمة لاستيراد المواد الغذائية وحاجات النفط والغاز وبطبيعة الحال السلاح.
وأضاف الحمود أنه فى حال طال أمد تلك الضغوط سيكون النظام عاجزا عن تلبية المتطلبات الداخلية للشعب الذى سيزيد احتقانه ضد سياسة التشبث بالسلطة على الرغم من عدم رغبة غالبية السوريين فى بقائه.
وأوضح الحمود أن "السيناريو الثانى يتمثل فى التدخل العسكرى المحدود الذى سيضعف القدرات الأمنية والعسكرية لسوريا وبالمقابل دعم الجيش السورى الحر، الأمر الذى سيمكن الأخير من بسط هيمنته التدريجية على الأرض لكن هذا الأمر سيكلف أرواحا وأموالا كثيرة".
وأشار إلى أنه وفى كلا الحالتين ستكون النهاية قادمة للنظام الحالى الذى وعد بإصلاحات لم ينفذها منذ أكثر من عقد من الزمن، كما أنه أساء توزيع السلطة والمكتسبات، وهو ما يصعب من مهمته فى الحفاظ على كيانه فى ظل انعزاله العربى والدولى.
من جانبه، قال الباحث اللبنانى حسن حجازى إن "الأزمة فى سوريا لن تنتهى بسرعة لأنها عملية استنزاف لمحور الممانعة ومرشحة لتكون مقدمة تطورات وحروب لن تتوقف حتى ولو تعرضت سوريا لضربة عسكرية كمقدمة لانقلاب عسكرى مثلا".
بدوره، قال الباحث السعودى فى الشئون الإستراتيجية محمد الجديعى إن "فرصة النجاة للنظام هى فى الخطة العربية وإن لم يسارع السوريين بقبولها فإنهم يضعون البلد والنظام فى طريق الفوضى ثم الزوال"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن للاقتصاد السورى تحمل تبعات أى حصار اقتصادى، كما أن القوات المسلحة السورية أضعف من أنها تصمد"، على حد قوله.
من ناحيته، اعتبر الباحث الأردنى فى مجال الأمن القومى فايز قبلان أن "الوقت الحالى قد يكون مناسبا أيضا لكى تعلن سوريا إصلاحات تؤدى إلى خلق فسحة أمل"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن احتمال استمرار الأوضاع فى سوريا على ما هى عليه"، لافتا إلى أن بشار الأسد "فقد الكثير مما كان يحظى به فى الدول العربية".