هدد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الغرب الاربعاء بنشر صواريخ على الحدود مع الاتحاد الاوروبي لضرب منشات الدفاع الصاروخية التي تنوي الولاياتالمتحدة نشرها في شرق اوروبا. وقال مدفيديف ان بلاده مستعدة لنشر صواريخ اسكندر التي يصل مداها إلى 500 كلم، في جيب كاليننغراد المحاذي لبولندا ولثوانيا. وأضاف انه إذا لم يتم اتخاذ اجراءات كافية للحد من الخطط الاميركية فان "الاتحاد الروسي سينشر في غرب وجنوب البلاد انظمة هجومية حديثة يمكن استخدامها لتدمير الانظمة الاميركية للدفاع المضاد للصواريخ المنتشرة في اوروبا ".واضاف في خطاب متلفز انه "سيكون من بين تلك الاجراءات نشر بطارية صواريخ من نوع اسكندر في منطقة كاليننغراد ".
ووافقت كل من رومانيا وبولندا على نشر جزء من الدرع الصاروخية الاميركية على اراضيها. وتقول واشنطن ان هذه الدرع تستهدف الدول التي خارج فلك الولاياتالمتحدة مثل ايران، الا ان موسكو تعتقد ان هذه الدرع تستهدف اراضيها كذلك. وشكلت هذه الدرع عائقا امام اعادة بناء العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة، وقال مدفيديف انها ستؤثر على التعاون من اجل نزع الاسلحة بين الدولتين اللتان كانتا عدوتين ايام الحرب الباردة.
واكد مدفيديف انه "اذا لم يتطور الوضع بشكل جيد، فان روسيا تحتفط بحق وقف اية خطوات اضافية على طريق نزع الاسلحة وضبطها ". واضاف ان المشكلة يمكن ان تدفع روسيا الى الخروج من معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت) الخاصة بتقليص الاسلحة النووية والمبرمة مع الولاياتالمتحدة والتي وقعها مدفيديف مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في ابريل 2010.
وقال "يمكن ان يكون هناك اساس لخروجنا مع معاهدة ستارت. وهذا مسموح به بموجب روح المعاهدة نفسها ". وتاتي تصريحات مدفيديف المتشددة بعد لقائه اوباما لاجراء محادثات على هامش قمة عقدت في هاواي في وقت سابق من هذا الشهر.وتتزامن كذلك مع الاستعدادات لاجراء انتخابات تشريعية في الرابع من ديسمبر حيث يتصدر مدفيديف قائمة حزب روسيا الموحدة الحاكم وسط تزايد المشاعر القومية في البلاد.
وذكرت وكالة انترفاكس للانباء ان مدى صواريخ اسكندر هو 280 كلم، الا ان مسؤولين روس افادوا في السابق انها يمكن ان تضرب اهدافا تصل الى 500 كلم.وكاليننغراد هي جزء من منطقة شرق بروسيا الالمانية سابقا الا انه تم ضمها الى الاتحاد السوفياتي في نهاية الحرب العالمية الثانية ولا تزال واحدة من اهم المناطق الاستراتيجية بالنسبة لروسيا.