لم يصدق الأشقاء في جنوب الصومال أنفسهم من الفرحة بزوال موسم الجفاف وهطول الأمطار مع حلول موسم الشتاء، فسارعوا إلى نثر البذور في أراضيهم حتى يأتي عليها غيث السماء فتنمو وتترعرع زرعا مختلفا ألوانه. ولكن المياه التي انهمرت من السماء كانت أكثر مما تحتمله الأنهار والأراضي ففاضت مياه الأنهار وغمرت الأراضي المكسوة بصغار الزرع فأغرقتها وأتلفتها.. ليواجه الفلاحون خسائر جديدة ولكن من نوع آخر وهو ما حدا بمنظمة التعاون الإسلامي مجددا إلى توجيه نداء استغاثة لنجدة هؤلاء الأشقاء ومد يد العون لهم.
وذكر مكتب تنسيق منظمة التعاون الإسلامي بمقديشو نقلا عن مراقبين من المدن والقرى الواقعة على ضفاف نهر جوبا في الصومال، أن فيضانات النهر قد أتلفت الزراعة في هذه المناطق.
وكشف تقرير للمنظمة أن أكثر المناطق والمدن تأثرا هي مدينة لوق ومدينة بارطيري ومنطقة بورطوبو، وتقع جميعها على ضفاف نهر جوبا.
ونقل التقرير عن سكان تلك المدن والمناطق أن موسم الخريف وهطول الأمطار الغزيرة، بعد موجة الجفاف خلال المواسم السابقة، قد أدى إلى توجه الأهالي بقوة إلى زراعة أراضيهم.
وقال أحد الأهالي "لقد أتلف فيضان نهر جوبا جميع المحاصيل في مدينة بارطيري ولوق وبورطوبو وغيرها من المدن والقرى، مضيفا أن موسم الزراعية كان مبشرا هذا العام ولكن الفيضان أتلف المحاصيل".
يذكر أن المحافظات الجنوبية في الصومال غالبا ما تشهد فيضانات نهري جوبا وشبيلي في كل موسم، أو الجفاف والمجاعة، وفي ظل قلة الإمكانات تصعب من إمكانية درء الكوارث الطبيعية في الصومال.