يستضيف النادي اليوناني (ميدان طلعت حرب، القاهرة) في السابعة من مساء بعد غد الأربعاء القادم، الاحتفالية الثقافية الشعرية بصدور "الأعمال الشعرية الكاملة" لقسطنطين كفافيس، لأول مرة في اللغة العربية، منذ أسبوعين، من ترجمة وتقديم الشاعر رفعت سلام. تقيم الاحتفالية السفارة اليونانية والمركز الثقافي اليوناني بالقاهرة، بمشاركة الهيئة العامة لقصور الثقافة، التي أصدرت الكتاب، في 670 صفحة من القطع الكبير.
ويلقي كل من كريستوبولوس لازاريس السفير اليونانى بالقاهرة، وسعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وخريستو بابادوبلوس مدير المركز الثقافي اليوناني بالقاهرة، كلمة افتتاحية حول أهمية صدور الكتاب، ومكانة كفافيس في الثقافة العالمية، وإمكانيات التعاون المشترك بين المؤسسات الثقافية اليونانية والمصرية.
أما الشاعر رفعت سلام، صاحب الترجمة، فيقدم رؤيته لشعرية كفافيس، ومسيرته في ترجمة أعماله الشعرية الكاملة، التي أنجزها على مدى خمس سنوات من العمل المتواصل، لتضم جميع النصوص الشعرية لمؤسس الحداثة الشعرية في اليونان، وأحد مؤسس حداثة العالم الشعرية.
وتلقى مختارات من قصائد كفافيس باليونانية، فيما يلقي الشعراء حلمي سالم، وفريد أبوسعدة، وفاطمة قنديل، وجرجس شكري، الترجمة العربية لها. وفي الختام، يقام حفل توقيع لنسخ من الكتاب، مهداة من الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وقال الشاعر محمد أبو المجد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية وأمين عام النشر بالهيئة، إن حفل التوقيع هو أحد الفعاليات التى تصاحب صدور الأعمال البارزة التى تصدرها الهيئة، وأن هذه الاحتفالية بمناسبة صدور أعمال كفافيس الكاملة باللغة العربية تعد تأكيدا لدور الهيئة فى نشر الثقافة الرفيعة والأعمال الإبداعية الخالدة.
يذكر أن ترجمة "الأعمال الشعرية الكاملة" تضم المجموعات الشعرية الخمس التي أنجزها كفافيس، ولم يصدر منها- قبيل رحيله- أية مجموعة، فيما توالى صدور المجموعات واحدةً وراء أخرى، بعد الرحيل، إلى أن اكتملت في السنوات الأخيرة، بنشر آخر مجموعة منها قصائد غير مكتملة.
وتشمل الترجمة مجموعات القصائد المنشورة: وهي القصائد التي تضمنتها طبعة عام 1935 من قصائده، باعتبارها الطبعة المرضي عن قصائدها من قبل كفافيس، والتي كان قد أعدها للنشر قبل وفاته. وتضم المجموعة 154 قصيدة، سبق ترجمة الكثير منها إلى العربية، وترجمها كاملة الدكتور نعيم عطية تحت عنوان "ديوان كفافيس"، دون أن يتجاوزها إلى أية مجموعة أخرى.
والمجموعة الثانية هي "القصائد غير المنشورة"، وتضم 66 قصيدة لم تتضمنها طبعة عام 1935 من قصائده، التي نشرت بعد عامين من وفاته. والمجموعة الثالثة هي "القصائد الأولى"، وتضم 33 قصيدة من قصائد البدايات الكفافية، التي استبعدها كفافيس من أية عملية نشر، بل أوصى بالخلاص منها ماديا، وعدم نشرها أبدا.
والمجموعة الرابعة هي "القصائد غير المكتملة"، وتضم 34 قصيدة لم يمهل الزمن كفافيس لإنهائها خلال السنوات الأخيرة من حياته. وقامت بتحقيقها ريناتا لاانيني أستاذة الدراسات اليونانية والبيزنطية بجامعة باليرمو الإيطالية، وصدرت- خلال التسعينيات، من القرن الماضي- في أثينا باليونانية. أ
ما المجموعة الخامسة، فهي "قصائد النثر"، التي تضم 4 قصائد، لا تتوفر نصوصها إلا في بعض- لا كل- ترجمات كفافيس، وغالبا ما يتجاهلها المترجمون، لأسباب غير معلومة، ومن بينهم المترجمون العرب. ولم تجتمع هذه المجموعات الخمس في كتاب واحد- في أية لغة- حتى الآن، سوى في هذه الترجمة العربية.
وفضلا عن ذلك، قدم المترجم تأملات كفافيس النثرية- التي تنشر لأول مرة بالعربية- عن "الشعرية والأخلاق". وقدم المترجم- في صدارة الكتاب- السيرة الذاتية والشعرية لكفافيس، ومصادر الترجمة، وآلية العمل على نصوصها، فيما أضاف ثلاثة مقالات إلى المقدمة، كتبها كل من الروائي البريطاني الشهير إ. م. فورستر، والشاعر البريطاني الأمريكي أودن، والأكاديمي الأمريكي باورسوك، عن الأبعاد المختلفة لتجربة كفافيس الشعرية.
وفي خاتمة الكتاب، قدم المترجم "إضاءات" تأريخية وثقافية للقصائد المختلفة التي تضمنتها الترجمة، فيما قدم ملفا يحمل عنوان "وجوه كفافيس" شمل الصور الفوتوغرافية والكاريكاتورية لكفافيس، التي أنجزها مصورو ورسامو النصف الأول من القرن العشرين. وقد سبق للشاعر رفعت سلام أن قدم ترجمة لأطروحة الدكتوراه الأمريكية التي تحمل عنوان "شعرية كفافيس"، لجريجوري جوزدانيس، والتي صدرت- في التسعينيات- ضمن "المشروع القومي للترجمة" بالمجلس الأعلى للثقافة.
يذكر أن الشاعر رفعت سلام سبق أن قدم إلى المكتبة العربية العديد من الترجمات الشعرية لعدد من أهم الأصوات الشعرية في ثقافات العالم، ومن بينهم بوشكين، ليرمونتوف، ماياكوفسكي، ريتسوس، فضلا عن ترجمة "الأعمال الشعرية الكاملة" لشارل بودلير. أما ترجمته ل"الأعمال الشعرية الكاملة" لآرثر رامبو، فهي تحت الطبع حاليا.