بينما احتفلت مختلف أرجاء ليبيا بحلول عيد الأضحى، كانت مدينة سرت، مسقط رأس العقيد الليبى السابق وآخر معاقله، تشهد أجواء مختلفة، حيث خيم الهدوء على المدينة تماما. وعلى الرغم من أن بعض السكان المحليين يقولون إن ذلك يرجع إلى هروب معظم الأسر إلى خارج المدينة خلال الأيام الأخيرة للمعارك بين قوات القذافى والثوار، إضافة إلى ما شهدته معظم أرجاء المدينة من تدمير، فإن كثيرا من المحللين يقولون إن هناك أسبابا أبعد من ذلك، موضحين أن كثيرا من قاطنى المدينة يستنكفون مشاركة الليبيين الاحتفال بالعيد، بعد مقتل القذافى «غدرا» ورفض المجلس الوطنى تسليم جثمانه إلى عائلته، ودفنه سرا بطريقة «غير لائقة»، من وجهة نظر أهل سرت. ويقول بعض من أهل المدينة، سرا وجهرا، إن القذافى رفض أن يترك ليبيا ويهرب، وظل يقاتل حتى النهاية، وهو الأمر الذى يجب احترامه على الأقل بتخفيف مظاهر الاحتفال إلى الحد الأدنى، حدادا على الرجل.
ويقول سكان محليون إن مكان قبر والدة القذافى وثلاثة آخرين من أقاربه تعرض للتدنيس والنبش على يد المقاتلين المعادين للقذافى.
ويشعر الموالون للقذافى فى سرت وفى مناطق صحراوية أخرى حولها بمرارة تجاه الثورة التى أدت إلى نزوح الآلاف من بيوتهم.
ولايزال كثير من سكان سرت مؤيدين للقذافى ولايزال البعض يحتفظ بصور القذافى مدسوسة سرا بين أمتعتهم بينما يطلق كثيرون عليه اسم «الزعيم الشهيد».
بينما يحن آخرون لعهد أكثر رخاء وأمنا فى عهد الرجل الذى حكمهم 42 عاما مستخدما ثروة ليبيا النفطية لشراء تأييد قطاعات معينة فى المجتمع.