سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عازف الترومبيت رءوف الجناينى: اختيارى فى موسوعة جينيس تتويج لرحلة 60 عامًا حليم أجل تسجيل (التوبة) بسببى.. وتجاهل الرموز (أحياء) و(أموات) أمر لا يليق بمصر
هناك أسماء كبيرة أثرت فى تاريخ الموسيقى المصرية، وكان لها وجود قوى بين جيل العمالقة خلال حقبة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، وتم تهميشها بعد ذلك سواء كان عن قصد أو عدم قصد فلا نستطيع أن ننكر دور هذه الأسماء من هؤلاء الفنانين عازف الترومبيت والملحن رءوف الجناينى الذى تتلمذ وصاحب الموسيقار الكبير على إسماعيل أحد المؤثرين فى تاريخ الأغنية المصرية عاصر أم كلثوم وعزف معها عملين هما «على باب مصر تدق الأكف» و«أصبح عندى الآن بندقية»، كما صاحب عبدالحليم حافظ فى رحلات كثيرة خارج مصر ولعب معه أهم أعماله منها التوبة وقوللى حاجة وحياة قلبى وأفراحه وجبار ومغرور وغيرها من الأعمال ولحن منولوجات لإسماعيل ياسين وثريا حلمى. كيف عشق هذا الريفى القادم من إحدى قرى دمياط هذه الآلة الغربية، وكيف التحق بأهم غرق الموسيقى العربية ثم الأوركسترا السيمفونى التابع لدار الأوبرا المصرية؟ وكيف تعاون مع حليم ولماذا أجل تسجيل أغنية التوبة لمدة عام؟ وكيف تم اختياره مؤخرا ضمن موسوعة جينيس للأرقام القياسية ثم تكريمه فى الدورة ال20 لمهرجان الموسيقى العربية التى تقام فى الفترة من 11 إلى 20 نوفمبر الحالى وراء كل ذلك حكاية طويلة يرويها رءوف الجناينى. الذى يقول حبى لهذه الآلة بدأ مع مشاهدتى لفيلم السابحات الفاتنات الذى عرض فى الأربعينيات من القرن الماضى وشاهدت عازف الترومبيت الشهير هارى جيمس يلعب فيه ومن كثرت إعجابى به دخلت الفيلم عشر مرات. وهنا بدأت علاقتى بهذه الآلة. حيث التحقت بمعهد فؤاد الأول «الموسيقى العربية» ثم نصحنى الموسيقار الكبير على إسماعيل بالدراسة فى المدرسة اليونانية وحصلت على المركز الأول فى مسابقة وزارة التربية والتعليم، ورغم ذلك عينت مدرس فى طنطا. ثم التحقت بفرقة رضا بناء على طلب من على إسماعيل، وكان كل عازف يدفع فى البداية 10 قروش لإيجار قاعة التدريب وكنا فرحين بهذا. وهناك التقيت الفنانة الاستعراضية نيللى مظلوم وأنا الفنان المصرى الوحيد إلى ألف لها موسيقى، حيث كانت تقدم الاستعراضات ت على موسيقى عالمية. ثم التحقت بفرقة القومية للفنون الشعبية عند تأسيسها مع الفنان إبراهيم حجاج إلى جانب عملى بفرقة رضا. ثم التحقت بالأوركسترا السيمفونى بناء على طلب من المايسترو يوسف السيسى.
وعن علاقته بعبدالحليم حافظ.. قال كنت موجود فى النقابة، وفوجئت بهم يطلبون عازف ترومبيت لموسيقى أحد أفلام حليم، وعندما ذهبت لاستوديو مصر التقيت به، وأصبحنا أصدقاء. ومن هذا الوقت أصبحت أعزف معه كل الأعمال الغنائية الموزعة. لدرجة أنه أجل تسجيل أغنية التوبة عام بسببى. وسافرت معه لندن وبيروت والكويت ودول أخرى. وحليم كان فنانا متمكنا وشديد الوطنية. أما محطة أم كلثوم فاختارنى أندريا رايدر لكى ألعب معها لحن «على باب مصر» تدق الأكف. وكذلك عبدالعظيم حليم لكى ألعب معها أصبح عندى الآن بندقية.
وأضاف رءوف هناك محطات أخرى لى مع عبدالوهاب ومنير مراد وكمال الطويل والموجى. وأشار إلى أن أعمال الطويل كانت تجدها قريبة منك وكل أعماله لا تقل نسبة جودتها عن 90%. والفارق بينه وبين الموجى أن الأخير أعماله فيها إحساس عالٍ جدا. منير مراد موسيقاه مرتبه مثل الطويل وكان سابق عصره.
وقال إن اختيارى فى موسوعة جينيس جاء لأننى العازف الثانى فى العالم الذى ما زال يعزف بعد أن بلغ سن الثمانينيات. وهذه الآلة تحتاج إلى مجهود جبار ولياقة عالية لذلك من الصعب الاستمرار إلى هذا السن. وجاء تكريمى فى مهرجان الموسيقى العربية القادم كتتويج لرحلة عمر فنى تصل إلى 60 عاما. وأشار رءوف رغم التكريم فإننى حزين على إهمال الرموز من قبل الدولة أين فن يوسف وهبى الذى طمس. وهناك عمالقة فى شتى ألوان الفنون يجب أن نكرمهم أحياء وأموات. لكن أن نتركهم ونهمشهم رغم ما فعلوه للفن فهذا أمر لا يحدث فى أى دوله فى العالم. بل بالعكس الدول التى لا رموز فيها يحاولون أن يصنعوا رموز لهم.
وانتقل رءوف بالحديث عن الثلاثة رؤساء الذين عاصرهم ومدى اهتمامهم بالفن.. حيث قال إن عبدالناصر كان مهتم بأم كلثوم وعبدالحليم فقط. وخلال عهده كان للفن دور مهم من خلال حفلات المجهود الحربى. أما السادات فكان يسكن بداخله فنان. أما مبارك فكان يرى الفن وسيلة للتقرب من الناس.