مسيرات فى ميدان التحرير، ساحات للصلاة بنكهة السياسة، وجولات انتخابية.. هكذا عاشت مصر، أمس، أول أعياد الأضحى بعد ثورة 25 يناير. ميدان التحرير لم يخل من المظاهر الثورية حتى صبيحة العيد، فقد نظم مئات النشطاء مسيرة طافت أرجاء الميدان عقب الصلاة، طالبوا خلالها المجلس العسكرى بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة فى أسرع وقت، وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين.
وردد المتظاهرون خلال مسيرتهم هتافات من بينها: «يا مشير يا مشير الثورة لسة فى التحرير»، و«واحد اتنين تسليم السلطة فين؟»، و«يسقط يسقط حكم العسكر»، رافعين لافتات مكتوبا عليها: «لا للمحاكمات العسكرية»، كما رفعوا العشرات من الاعلام.
ونظم عشرات آخرون وقفة صامتة بالملابس السوداء والبالونات السوداء تضامنا مع أسر شهداء الثورة، ورفعوا لافتات عليها: «وحياة دمك يا شهيد، لابس أسود يوم العيد»، مطالبين بالقصاص لأسر الشهداء.
ونظم العشرات من الجاليتين اليمنية والسورية بالقاهرة، مسيرة طافت ميدان التحرير أكثر من مرة، رفع خلالها المتظاهرون السوريون علما سوريا يمتد طوله لأكثر من 20 مترا، مرددين هتافات «يسقط بشار الأسد»، و«الشعب يريد إسقاط الأسد»، و«مصر وسوريا إيد واحدة».
وفيما شهدت عشرات المدن والقرى جولات انتخابية لغالبية المرشحين للبرلمان المقبل والأحزاب السياسية ترويجا لقوائمها، كان للإسلاميين من أعضاء الجماعات الدينية سيطرة شبه كاملة على ساحات الصلاة، وخطب القيادى الإخوانى، صبحى صالح، فى الإسكندرية قائلا: إن شرع الله قادم، مشيرا إلى الانتخابات التونسية الأخيرة، وفوز حركة النهضة الإسلامية فيها، واصفا الرئيس السورى بشار الأسد ب«المجرم الشيعى الخائن».
وطردت لجنة التنظيم التابعة لحزب الحرية والعدالة أحد المرشحين على مقعد الفئات، الدكتور محمد عبدالرازق، بشرق الإسكندرية، بعد أن حاول توزيع ورق دعائى له على المصلين.
وأمام ساحة مسجد القائد إبراهيم، خطب الشيخ المحلاوى قائلا: «الظالمون يتساقطون فى المنطقة العربية فمبارك خلف القضبان وبن على هرب والقذافى قتل والدائرة تدور الآن على الأسد فى سوريا، وعلى عبدالله صالح فى اليمن»، مضيفا أن التضحيات التى تقدمها الثورات العربية «تهون فى سبيل الخلافة الإسلامية الرشيدة لأن الإسلام يستحق التضحية».
وفى خطبته بشبرا الخيمة، دعا المرشح المحتمل للرئاسة، حازم صلاح أبوإسماعيل، المصريين إلى النزول لميادين مصر الجمعة المقبلة، والاستشهاد فى سبيل تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة وعودة الجيش إلى ثكناته، وتحديد موعد لانطلاق الانتخابات الرئاسية قبل 30 أبريل.
وأدى المرشح للرئاسة محمد سليم العوا صلاة العيد وسط الآلاف بساحة السيارات بالحى العاشر بمدينة نصر، وألقى كلمة موجزة بعدها أكد فيها أهمية استغلال هذه المناسبات فى زيادة التراحم بين أبناء الأمة، والتكاتف لأجل تجاوز المحنة التى تمر بها البلاد فى الوقت الحالى.
وأدى مرشحون فى القاهرة صلاة العيد وسط المواطنين، فعمرو حمزاوى، رئيس حزب مصر الحرية، صلى فى مسجد الصديق بمصر الجديدة، رافضا فكرة «توزيع العيديات المالية أو اللحوم، لأنها تمتهن كرامة المصريين»، حسب قوله.
كما تجولت جميلة إسماعيل، المرشحة على مقعد الفردى فئات بدائرة قصر النيل فى منطقة وسط البلد، بدءا من ميدان عابدين مرورا بالأزبكية والموسكى، انتهت فجر العيد.