يخوض لبنان حاليا حملة لضم مغارة جعيتا إلى قائمة العجائب الطبيعية السبع من خلال مسابقة على شبكة الإنترنت. ويأمل اللبنانيون نيل اعتراف دولي بمغارة جعيتا المشهورة ضمن المساعي المبذولة لتنشيط السياحة وزيادة أعداد الزوار الأجانب.
وتأثرت السياحة في لبنان في الآونة الأخيرة بتداعيات انتفاضات الربيع العربي في الدول المجاورة حيث يعزف كثير من السائحين عن زيارة المنطقة كلها. وتقع مغارة جعيتا على بعد نحو 20 كيلومترا إلى الشمال من بيروت وتمتد كهوفها المكونة من الحجر الجيري مسافة تزيد على عشرة كيلومترات داخل الجبل.
ويستطيع الزائرون استكشاف المغارة والتكوينات الطبيعية الفريدة من النوازل والصواعد في سقفها وأرضيتها خلال جولات بالقوارب على سطح نهر من المياه الجوفية يتخلل الكهوف في مسار متعرج. وتضم المغارة أطول تكوين هابط في العالم حيث يبلغ طوله نحو ثمانية أمتار.
ودخلت مغارة جعيتا المسابقة عام 2007. ويستمر التصويت لأي من المواقع المتنافسة في المسابقة بموقعها على الإنترنت حتى يوم 11 توفمبر.
ومن المواقع الأخرى المتنافسة على الانضمام إلى قائمة عجائب الدنيا الطبيعية شلالات ايجوازو على الحدود بين البرازيل والأرجنتين والبحر الميت وجبل فيزوف في أيطاليا والحاجز المرجاني العظيم في استراليا.
المسابقة ينظمها كندي سويسري يدعى برنارد ويبر أنشا موقعا على الإنترنت ليصوت مستخدمو شبكة المعلومات الدولية من خلاله لاختيار مواقع في العالم ضمن فئات مختلفة منها أكثر البلاد ودا وأكثر الأمم شهرة بالطعام في العالم. ويمكن للراغبين التصويت في المسابقة عن طريق الإنترنت أو الهاتف. ونظم وزير السياحة اللبناني يوم الأحد (30 أكتوبر) حملة ماراثونية للدعوة للتصويت لمغارة جعيتا.
وقال لبناني يدعى بول قزي "صوتنا لمغارة جعيتا.. نحن والشباب كله. إن شاء الله أكيد تربح. لبنان معود دائما على التحدي وبس بتحدى لبنان.. يربح. ولا مرة أخذ شيء على الهينة (بسهولة). نحن عندما أمل كبير أنه تربح. وهلأ أنا مطمئن بالي ربحانة. بادعي كل الأصحاب واللبنانية الموجودين بالخارج أهم شيء أنهم يصوتوا."
وقال لبناني آخر يدعى إيلي بلحا "أكيد صوتنا. كمواطن لبناني هذا واجب علينا . بعنينا كثير.. أنه هي نفتخر فيها. أحلى موقع بالعالم كله."وحضر الحملة يوم الأحد عدد من السائحين الذين يزورون لبنان حاليا. ومن هؤلاء الفرنسي كريستيان دولافي الذي حرص على إعطاء صوته لمغارة جعيتا في المسابقة.
وقال دولافي "إنه مكان شديد الروعة. لم أر قط كهوفا بهذا الجمال في حياتي."لكن بعض اللبنانيين لا يؤيدون الحملة ويقولون إن مغارة جعيتا ليست مفتوحة للجميع حيث أن كثيرا من الناس لا يستطيع أن يدفع رسم الزيارة البالغ 12 دولارا.وشارك الرئيس اللبناني ميشال سليمان في الحملة بكل ثقله.
وقال سليمان خلال زيارة لجعيتا مع عدد من المسؤولين "الهدف من هذه الزياة هي أن نشجع كل اللبنانيين للتصويت من هلأ إلى 11 الشهر لمغارة جعيتا. اللبنانيين المقيمين وكل العائلات وكل أفراد البيت واللبنانيين المغتربين.. أيضا نتكل (نعتمد) عليهم تكال كبير.. هم كمان (أيضا) مطلوب منهم يشجعوا أصدقائهم.. وبنعرف قديش (إلى أي مدى) عندهم أصدقاء ومحبين حول العالم.. يصوتوا كلهم للبنان.. ومعلهش (لا بأس) إذا أكثر من مرة.. مش ضروري مرة.. لازم كل شهر يقنع عشرة ليصوتوا لمغارة جعيتا."
وكان الزائرون القادمون إلى لبنان عن طريق سوريا يمثلون نحو ربع السائحين الذين يزورون البلد. وأدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا منذ مارس آذار الماضي إلى تراجع حاد في حركة السياحة في لبنان.
ويقول العاملون في مغارة جعيتا إن ما بين 10 و15 حافلة كانت تصل إلى المكان يوميا وعلى متنها سائحين عرب قدموا إلى لبنان عن طريق سوريا.. لكنهم يقولون إن العدد تراجع حاليا إلى حافلة أو اثنتين في اليوم وكما اختفت طوابير الزائرين الذين كانوا ينتظرون دورهم للتجول بالقوارب داخل المغارة.
ويقدر المسؤولون عن المسابقة أن يصل عدد الذين سيدلون بأصواتهم للمواقع التي يفضلونها خلال الأيام القليلة المتبقية قبل الموعد النهائي إلى زهاء مليار شخص.