دافع سامح عاشور، المرشح لمنصب نقيب المحامين، فى حواره ل«الشروق» عن الانتفاضة الأخيرة للمحامين والمواجهات بينهم وبين القضاة قائلا: «القضاة حاولوا خطف قانون السلطة القضائية فى الظلمة، فهل كنا سنصمت»؟.. منتقدا القضاة لصمتهم من قبل عن تزوير الانتخابات البرلمانية فى 2005 و2010، محذرا أى قاض يحاول تجاوز حدود اللياقة بأنه «سيجد ما لا يسره»، وإلى نص الحوار: ● من وراء الأزمة بين القضاة والمحامين؟ السبب فيها هو من يريد أن يشعلها بجهالة، وهناك مجموعة غريبة مسلطة على القضاة، متصورة أن وجودها فى مواقع قيادية فى نادى القضاة يسمح لها بالتجاوز على الأمة والمواطنين والمحامين، وتتصور أن التطاول ميزة ونيشان، وإن «قلة الأدب» أسهل حاجة.
وأقول لأى قاض يحاول تجاوز حدود اللياقة، بأنه سيجد ما لا يسره وسنضطر آسفين إلى معاملته بالمثل، وهو أمر نرفضه وننأى عنه، واللى واخد على المصاطب عارف نفسه، واللى واخد على الفساد عارف نفسه، ولكن القضاة أبرياء من أمثال هؤلاء، وأنا أحذرهم من إشعال الفتنة بعد أن أخمدت وتوقف القانون العدوانى السلطة القضائية وأصبح فى ذمة مجلس الوزراء، فلنناقشه بموضوعية عندما يأتى الوقت، أما الآن فلا يوجد قانون، فلا تتعبونا وتتعبوا أنفسكم، وتضيعوا وقتنا ووقتكم، وإذا كنتم متصورين أن القضاة فوق المجتمع وفوق الدولة فأنتم مخطئون، فيما عدا ذلك هناك وسائل كثيرة لمواجهة ما يمكن أن يحدث من اعتداءات علينا، فالذى يصمت عن المزور والمنحرف لا يصلح أن يتكلم عن الأمانة، والنزاهة والشرف.
● ولكن يقال إن المحامين هم من بدأوا الأزمة بإغلاق المحاكم بالجنازير ومنع القضاة عن العمل؟ المحاكم مفتوحة الآن، فأين هم؟ وإذا كانت هناك محكمة أو ثلاث حصل فيها هذا الأمر، فبقية المحاكم لم يحصل بها شىء، وكان يتعين عليهم منع العمل فى المحاكم التى بها مشكلات، لكن لماذا يتم منع العمل فى المحاكم التى لم تحدث بها أى مشكلات، فلماذا تُنكر العدالة؟ هذه جريمة.
● يقال إن المرشحين لمنصب نقيب المحامين كانوا سببا فى إشعال الأزمة، وأن التصعيد له أسباب انتخابية؟ القضاة هم من أخرجوا قانون السلطة القضائية، ولم تكن هناك مشكلات قبل مناقشته، ولكنهم عندما أصروا على خطف القانون فى الظلمة وفى الريبة، خلال الفترة الانتقالية الحالية، وقبل أن يأتى دستور جديد وبرلمان، فهل نصمت؟ وهل نتركهم يخطفونه؟ هم يريدون إهانة المحامين، فهل نصفق لهم؟ هذا أمر غريب جدا، ما هذه الجرأة والكبر؟
● لماذا هذا العداء بينكم وبين القضاة؟ 99% من القضاة محترمون ومتواضعون، لكن هناك من يتصور أنه «قارون تأخذه الخيلاء بما هو فيه».
● اقترحت تولى المحامين مهام القضاة بتأسيس لجان تحكيم عرفية من شيوخ المحامين بكل نقابة للفصل فى المنازعات، فهل المشروع قابل للتنفيذ؟ طبعا قابل للتنفيذ، لأن التحكيم موجود، هل سينكرون حقا من حقوق المجتمع الدولى، وثم إنهم لا يريدون الفصل فى القضايا، ولا يريدون أن يتركوا الناس للبحث عن مصالحهم، ومن لا يفهم ذلك فهو حر وعليه أن يذهب ليتعلم القانون.
● القضاة هددوا قبل انعقاد جمعيتهم العمومية الأخيرة برفض الإشراف على الانتخابات البرلمانية، فما رأيك؟ لا.. لن يرفضوا، والدليل على ذلك أنهم تراجعوا عن تهديدهم مرة أخرى.
● تحدثت عن أن مشروع السلطة القضائية يضم بندا يتيح للقاضى الحصول على نسبة من الغرامة، حدثنا عن هذه المادة؟ هذه المادة من حيث المبدأ غير قانونية، لأن القاضى سيصبح ذا مصلحة، وينفى عنه صفة الحيادية، ولماذا يمتنع القضاة الآن عن تقديم من شاركوا فى تزوير الانتخابات فى أعوام 2005 و2010، ولماذا يصمتون عن تزوير الانتخابات؟ لقد قرأت تصريحا غريبا لأحد القضاة يقول إنهم منعوا القضاة المزورين من الإشراف على الانتخابات، فما هو الضامن على ذلك؟
● كيف ترى قرار اللجنة المشرفة على النقابة بتعليق عملها لحين توافر الأمن؟ هذا تصعيد عدوانى القصد منه أساسا نقابة المحامين، وهذا ليس جديد على الذين يسعون لتدمير العلاقات بين المحامين والقضاة، هم أحرار لأنهم قاموا بدور تعطيلى فى النقابة، ومن الواضح أنهم أخذوا توجيهات من الجمعية العمومية للقضاة.