ستمثل المفاوضات من اجل استسلام سيف الإسلام نجل معمر القذافي تحديات أمنية وتنظيمية للمحكمة الجنائية الدولية. واتهمت المحكمة كلا من القذافي وسيف الإسلام ورئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بقصف المحتجين المدنيين وإطلاق النار عليهم في فبراير.
وقال مصدر في المجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم الخميس إن سيف الإسلام يريد طائرة - من الممكن أن ترتبها دولة مجاورة - لتنقله من الصحراء بجنوب ليبيا حتى يمكنه تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية.
وإذا تم ترتيب هذه الرحلة سيتم نقل سيف الإسلام إلى لاهاي حيث تتقاسم المحكمة الجنائية الدولية وحدة احتجاز مع محكمة الأممالمتحدة لجرائم الحرب في يوغوسلافيا والمحكمة الخاصة بسيراليون التي يحاكم أمامها الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور.
وقال فادي العبد الله المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية إن المحكمة تريد أن تتحقق من المجلس الوطني الانتقالي بشأن رغبة سيف الإسلام في الاستسلام. كما تريد في حالة التأكد من نيته دراسة انسب الإجراءات لنقله.
وقال العبد الله "الأمر يتوقف على مكان وجود المشتبه به وكيف يمكننا الاتصال به وما الذي يلزم لإحضاره إلى لاهاي. هناك سيناريوهات مختلفة."
واعتمدت المحكمة الجنائية الدولية التي لا تملك قوة للشرطة في السابق على تعاون الدول في القبض على المتهمين وظل كثيرون منهم هاربين مثل الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي تجاهلت حكومته المحكمة.
لكن المحكمة الجنائية الدولية ساهمت في نقل عدد من المتمردين السودانيين إلى لاهاي في السنوات الأخيرة لمواجهة تهم تتعلق بقتل 12 جنديا من قوات حفظ السلام الأفريقية في دارفور عام 2007.
وتقدم السلطات الهولندية المساعدة للمحاكم الموجودة في لاهاي فيما يتعلق بنقل المتهمين إلى مركز الاحتجاز كما حدث عندما القي القبض على القائد العسكري الصربي البوسني راتكو ميلاديتش ونقل إلى روتردام على متن طائرة تابعة للحكومة الصربية.
وقامت السلطات الهولندية حينها بنقل ميلاديتش بطائرة هليكوبتر أو بسيارة إلى مركز الاحتجاز في لاهاي. وقال متحدث في وزارة الخارجية الهولندية "المحكمة الجنائية الدولية نفسها مسؤولة عن النقل إلى هولندا. ولدى وصول المشتبه به إلى هولندا نقدم المساعدة التنظيمية والإدارية."
وإذا هرب سيف الإسلام إلى النيجر وهي دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية فسوف تكون النيجر ملتزمة بالقبض عليه وتسليمه وكذلك الأمر إذا فر إلى تونس أو مالي. والجزائر المجاورة ليست عضوا في المحكمة.
واتهم مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو-اوكامبو القذافي وسيف الإسلام والسنوسي بوضع "خطة مدبرة سلفا" لقتل المحتجين. وقال إن القذافي أعطى الأوامر وان سيف الإسلام هو الذي رتب متطلبات المرتزقة.