قد يبدو الأمر غريبا على البعض من أن دوله مثل تونس مازالت تستمع وتستمتع بغناء رواد الموسيقى والغناء العربى الأصيل مثل أم كلثوم والموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وآخرين من الرواد. وهذا ما لاحظته من حكايات زميلنا اياد إبراهيم عن رحلته لتونس وكيف وجدها تحتفل طوال اليوم وكل يوم فى المساء والصباح برواد الغناء وهو ما ننشره فى تقرير خاص اليوم حيث كان مندهشا من هذا الأمر لانه لم يعتاد على هذا فى مصر وطنهم. حيث وجد هناك فى تونس صوت عبدالوهاب يخرج من كل مكان المنازل والمقاهى والمهرجانات. لذلك طلبت منه أن يكتب كل ما شاهده وسمعه هناك حتى نقول لأهلنا فى مصر ممن يتجاهلون هذه القمم أن هناك دولا مازالت تتعامل مع هذه الأسماء الكبيرة حسب قيمتها واهميتها وهذا الامر ليس فى تونس فقط لكننا سنجده فى المغرب والجزائر وكل دول الخليج لانهم يعلمون ان هؤلاء الرواد هم الذين صنعوا مجدنا الغنائى والموسيقى. ليس أم كلثوم وعبدالوهاب وجيلهما فقط بل انهم يقدرون كل موهبة كبيرة تذهب إليهم. هانى شاكر وعلى الحجار ومحمد الحلو ومحمد منير وأنغام ومدحت صالح كل هذه الأسماء عندما تزورهم يحتفلون بهم نظرا لموهبتهم ولأنهم ينتمون لوطن أم كلثوم وعبدالوهاب وسيد درويش والسنباطى وبليغ حمدى والموجى والطويل ومحمد سلطان ومحمود الشريف. الذين سطروا التاريخ الحقيقى للغناء العربى. هم تعودوا ان يستمتعوا بكل ما هو راقٍ ونحن تعودنا وتربينا على تجاهل الكبار وهذه الثقافة زرعها بداخلنا ليس الاستعمار ولا حتى إسرائيل العدو الأول للعرب لكن زرع هذه الثقافة حكامنا الذى كانوا يتعاملون مع الفنون وأصحابها ب «عنجهية» وكبرياء رغم ان عمر هؤلاء الرواد أطول من عمر أى زعيم أو رئيس أو قائد. جميعهم رحلوا بلا عودة وبقيت أم كلثوم وعبدالوهاب وحليم وكارم محمود وليلى مراد وكل من أمتعونا وصنعوا وطنا من الغناء.