(مطلوب حياً أو ميتاً) .. عبارة ظلت تلاحق أسامة بن لادن ابن العائلة السعودية الثرية، والمطلوب رقم واحد علامياً، بعدما أصبح الملهم الكبير، وزعيم حركة الجهاد العالمي المناهض للغرب عبر تنظيم القاعدة. بن لادن، المولود فى الرياض فى العاشر من مارس 1957 لأم سورية وأب من اصل يمنى يدعى محمد بن عوض بن لادن، درس الهندسة المدنية والتجارية بجامعة الملك عبد العزيز فى جدة، وتخرج فيها عام 1979. بدأت علاقته بالجهاد الأفغانى فى هذه المرحلة بعد زيارته لمنطقة بيشاور فى باكستان، حيث قابل مجموعة من قيادات الأحزاب الأفغانية آنذاك، وحين عاد إلى السعودية بدأ حملة لجمع التبرعات لدعم المجاهدين الأفغان ضد الغزو السوفييتى. وفى عام 1982، قرر بن لادن دخول أفغانستان والانخراط فى الجهاد ضد القوات السوفييتية، وبعدها بستة أعوام وضع حجر الأساس لتنظيم جديد أطلق عليها اسم «القاعدة»، وبقى فى السعودية إلى ما بعد تحرير الكويت من الغزو العراقى عام 1991، ثم عاد إلى أفغانستان. وبسبب أنشطته المعارضة للحكومة السعودية، طردته الرياض من البلاد، لتكون محطته التالية هى السودان، حيث أمضى خمس سنوات استخدم فيها أمواله لدعم عدد من مشروعات البنية التحتية للحكومة الإسلامية فى الخرطوم. وقد جردته السعودية من جنسيتها عام 1994، وبدورها مارست الولاياتالمتحدة ضغوطا على السودان لتطرده، وهو ما دفعه للعودة إلى أفغانستان، حيث توطدت علاقاته بحركة «طالبان» الحاكمة هناك. وفى عام 1996 أصدر بن لادن بيانا دعا فيه إلى الجهاد ضد الأمريكيين، مطالبا بإخراج «الكفار» من شبه الجزيرة العربية، وبعدها بعامين أصدر فتواه الشهيرة بقتل الأمريكيين واليهود فى كل زمان ومكان، وذلك بعد تحالفه مع جماعة الجهاد الإسلامية المصرية، بزعامة أيمن الظواهرى، وهى الفتوى التى اعتبرها البعض بمثابة إعلان الحرب على الولاياتالمتحدة، وما هى إلا أشهر حتى تم تفجير السفارتين الأمريكيتين فى كينيا وتنزانيا. وفى عام 1999 تم وضع اسم بن لادن ضمن قائمة المطلوبين أمريكيا، ثم بدأت سلسلة هجمات للقاعدة على مصالح أمريكية خارج الولاياتالمتحدة، اللى نفذ التنظيم هجمات 11 سبتمبر 2001 على مدينتى نيويوركوواشنطن الأمريكيتين، لترد واشنطن بغزو أفغانستان والعراق، وتنطلق فى رحلة مطاردة بن لادن. وبعد أكثر من عقد من الفشل، حتى بات الكثيرون يعتقدون أن العثور على بن لادن أمر مستحيل، تمكنت قوة أمريكية خاصة فى الأول من مايو الماضى من تصفية زعيم القاعدة فى مدينة أبوت آباد شمال العاصمة الباكستانية، ما اعتبره الكثيرون انتصارا لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما.