ردا على هجمات سبتمبر قادت الولاياتالمتحدةحلفا غزا أفغانستان فى أكتوبر 2001 لإسقاط نظام حكم حركة طالبان، التى توفر مأوى لتنظيم القاعدة الضالع فى هذه الهجمات، وبعدها بعامين، وتحديدا فى مارس 2003 غزا هذا الحلف العراق؛ بدعوى وجود علاقات بين الرئيس العراقى آنذاك صدام حسين والقاعدة. وبالفعل نجحت واشنطن فى إسقاط حكم طالبان وإنهاء حكم صدام، لكن هل نجحت الولاياتالمتحدة فى انتشال أفغانستان والعراق من براثن ما تعتبره «إرهابا». بحسب الكاتب الباكستانى عبدالرحمن حيات ل«الشروق» فإن «أمريكا لم تحرز أى تقدم يذكر فى الحرب التى تدعى أنها تقود العالم فيها ضد ما تقول إنه إرهاب.. هذه الحرب ما هى إلا دعوى لتبرير احتلالها لأفغانستان والعراق». ويرى حيات أن «استهداف طالبان فى أفغانستان لم يكن بدافع القضاء على الإرهاب بل للقضاء على النفوذ المتصاعد للحركات الإسلامية.. لكنها لم تنجح وها هى تتفاوض مع طالبان، وما زالت عاجزة عن إيجاد مخرج آمن من المستنقع الأفغانى». ويشدد على أن «هذه الحرب تمثل غطاء لمخطط يستهدف إضعاف أى دولة قوية، بدليل عمل واشنطن فى السنوات الأخيرة على نقل حربها من أفغانستان إلى باكستان». ما اتفق معه الخبير فى الشئون الأفغانية على مطر بقوله ل«الشروق» إن «الأمريكيين اعتقدوا أنهم نجحوا فى الحد من نفوذ طالبان والقاعدة بأفغانستان، لكن الواقع هو أنهم ازدادوا قوة مؤخرا، ومازالت مناطق الجنوب الأفغانى، ومناطق شاسعة فى الشمال الشرقى والشمالى الغربى على الحدود مع باكستان، تحت سيطرة طالبان والقاعدة». أما المحلل السياسى العراقى علاء حداد فيرى أن «أمريكا نجحت فى تغيير طبيعة القاعدة، بمعنى أنه لم يعد بمقدور التنظيم شن هجمات كبيرة كهجمات 11 سبتمبر، بل هجمات صغيرة ضد المصالح الأمريكية فى أى بقعة بالعالم», ورغم نجاح أمريكا فى خفض عدد عناصر القاعدة بشكل كبير، لدرجة أن عددهم لا يتعدى 1000 فى العراق، إلا أنها لم تستطع القضاء تماما على ما يعرف ب«دولة العراق الإسلامية»، التى ينضوى تحت لوائها «تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين»، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية, ويضيف حداد أن «واشنطن نجحت فى التخلص من عدد القيادات البارزة فى القاعدة، لكن التنظيم يجدد القيادات، ففى كل مرة تستهدف قائدا ميدانيا يظهر بديل له، كما تعمل القاعدة عبر خلايا نائمة تختار المكان والزمان المناسبين لتنفيذ عملياتها، بدليل استمرار شن هجمات على مصالح أمريكية حتى هذه اللحظة», ووفقا للمحلل السياسى فى مؤسسة نيو أمريكا، برين فيشمان، «القاعدة لا تزال أكثر مرونة، لاسيما وأن قوات الأمن العراقية لا تزال هشة، وهناك مناطق حول مدينة الموصل شمالى العراق والأنبار فى الغرب وحتى فى العاصمة بغداد تصلح لتكون ملاذات آمنة لأعضاء التنظيم».