«أظن حضرتك لا تريد شرع الله لأنه سيحرم عليك أن تشرب الخمر، وأن تراقص النساء، وأن تفعل وتفعل....، إذا كان لديك قليل من الشجاعة فقل ماذا يريد العلمانيون والليبراليون أمثالك أن تتفشى الدعارة والشذوذ». الكلمات السابقة أرسلها لى قارئ يدعى الأخ على عبر موقع الشروق الإلكترونى تعليقا على ما كتبته فى هذا المكان فى أول أغسطس بعنوان «بديلا عن المناحة». قارئ آخر يدعى محمد عبدالجليل أرسل لى قائلا: «أنت وأمثالك تكتفى بالجلوس فى الأماكن الكلاس أى الراقية، ولا تذهب للمساجد إلا يوم الجمعة». قرأت هذه الكلمات وأنا أنتظر مدفع الإفطار ولم أعرف هل أضحك أم أبكى.. لكننى قررت اختيار الحل الأول لأن البكاء والحزن لن يحلا المشكلة. الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وبخ أسامة بن زيد لأنه قتل رجلا نطق ب«لا إله إلا الله» لأنه كان متأكدا أنه مشرك وقالها خوفا من القتل، وفعل الرسول نفس الأمر مع خالد بن الوليد فى واقعة مشابهة وقال قولته الشهيرة «هلا شققت عن قلبه». ولا أعرف كيف يستقيم إسلام شخص وهو يحكم على مسلم آخر أحكاما مطلقة دون أن يكون على بينة من الأمر؟!. يا أخ على لم أشرب الخمر فى حياتى والحمد لله خوفا من الله ولأننى نشأت فى بيت صعيدى محترم، وحتى السجائر توقفت عنها بعد تدخين استمر 25 عاما. ثم إننى لم أراقص النساء، لسبب بسيط هو أننى لا أعرف، وكان منظرى «يصعب على الكافر» يوم زواجى، وكنت أحسد زملائى القادرين على اختلاس لحظات لهو بريئة فى الأفراح رقصا وغناء فى حين كنت ومازلت اكتفى بتشجيع الرقصة الحلوة. أما عن سؤالك: «ماذا يريد العلمانيون»، فلا أعرف أصلا ما هو تعريف العلمانى عندنا؟ أعرف تعريفه فى أوروبا لكن لا أعرفه فى مصر ومعظم من يقولون عن أنفسهم فى مصر علمانيون لم أسمع أحدهم يدعو إلى إباحة الدعارة والشذوذ. الأخ محمد عبدالجليل كان أقل تنقيبا فى ضميرى من الأخ على حيث قال إنى لا ارتاد المساجد إلا يوم الجمعة. وبما أننا دخلنا فى مرحلة التفتيش فى النوايا وبعد منظر «الحشد العظيم» يوم جمعة 29 يوليو اطمئن الأخ محمد بأننى أصلى بانتظام وأذهب للمسجد كلما سمحت ظروف عملى بذلك. أما بشأن اتهامه لى بأننى اكتفى بالجلوس فى الأماكن «الكلاس» فقد يأتى يوم وأخبره عن الأماكن التى عشت فيها بالقاهرة ووقتها سيعتذر لى. نعود إلى الواقع وأقول للأخين على ومحمد وأمثالهما إنه لا يوجد مسلم حقيقى لا يريد تطبيق الشرع. لكن السؤال الجوهرى هو أى شرع سوف نطبقه وكيف؟!. أرجو من كل شخص يتحدث عن تطبيق الشريعة أن يقول لنا بالتفصيل كيف سيطبقها بعيدا عن التعبيرات العامة التى لا يختلف عليها أحد. نريد اجتهادا من الإسلاميين يبين لنا كيف سنزيد الإنتاج وكيف سنتعامل مع القطاع الخاص، وكيف سيكون حجم الضرائب وكيف سنتعامل مع البنوك والاقتصاد العالمى وكيف سيكون نوع العلاقات مع الغرب. الشهادة لله أنه ليس كل القراء المنتمين للتيار الدينى مثل الأخين على ومحمد.. معظمهم صار متنورا ولا يحتكر الحكمة ويحترم الخلاف والتنوع. مرة أخرى نسأل على ومحمد: إذا كنتما تصدران حكما على صحة إسلام شخص لا تعرفونه وأنتم لا تملكان سلطة، فماذا ستفعلان إذا امتلكتموها؟ [email protected]