خرجت جماعة من المثقفين المصريين لتنتصر لحرية التعبير، وتضع المبدعين والمثقفين والمؤسسات المتعاملة معهم أمام مسؤولياتهم في هذا الصدد، وتم مناقشة الأمر خلال فعاليات معرض القاهرة للكتاب، في ندوة "نحو دستور ثقافي"، التي شارك فيها: الفنان التشكيلي عز الدين نجيب، والشاعر رفعت سلام، والروائي حمدي الجزار، والشاعر شعبان يوسف، فيما أدارتها سهير المصادفة. واستعرض المشاركون، خلال الندوة، نشأة فكرة "الدستور الثقافي"، باعتباره مسئولية المثقفين في تأسيس حاضر ومستقبل مصر بعد الثورة، ومراحل العمل على صياغتها وطرحها على أحد مواقع "الفيسبوك" لتلقي الملاحظات عليها، وانعقاد "ورشة عمل" بنقابة الصحفيين، شارك فيها ثلاثون من كبار المثقفين المصريين، من مختلف الأجيال والتوجهات الفكرية، وصولا إلى الصيغة النهائية. وعرض المشاركون الأهمية القصوى لصدور "الدستور الثقافي" في هذه المرحلة الدقيقة، واستعرضوا أبوابه الأربعة، المتعلقة ب"الهوية" و"الحرية" و"دور المثقف" و"الأجهزة الثقافية الحكومية". واتهم الفنان التشكيلي عز الدين نجيب المثقف المصري بأنه مجرد متفرج، وأضاف، "كان على المثقفين أن يخرجوا من موقف المتفرج، نعم كانت هنا وهناك بيانات إدانة، لكن هذا لا يليق بالمثقف المصري، ولو رجعنا إلى أي ثورة حدثت في أوروبا الشرقية وغيرها، لوجدنا المبدعين والمثقفين في طليعتها، ولم يتخلوا عن دورهم الثقافي". وأضاف، "نحن لنا علاقة أساسية بتغيير المجتمع، حيث تكمن المخاطر في وجود فئات تريد ردتنا بدلا من أن نتقدم، متسائلا: كيف يكون كل هذا الحراك السياسي خاليا من المثقفين، أين المثقفون الذين تم ضمهم في لجان الحوار الوطني أو الوفاق الوطني؟ هل هذا هو موقف المثقفين الذين كانوا يهزون عرش البلاد، مثل عباس محمود العقاد وطه حسين وغيرهم". وأعرب الشاعر شعبان يوسف عن رأيه بأن مبادرة الدستور جيدة، مبديا خشيته من أن تكون الجماعة التي أشرفت على هذه الصياغة قد استبعدت الكثير من المثقفين وتحدثت نيابة عن الشعب. ومن جانبه، نفى الروائي حمدي الجزار أن يكون هناك استبعاد للمثقفين، وقال: نحن نطرح مجرد مبادرة "الدستور الثقافي"، ولا نتحدث باسم الشعب، موضحا أن للمثقفين دورا كبيرا في ثورة 25 يناير، وكانوا متواجدين بالميدان، وناضلوا من خلال كتاباتهم، ودخل البعض في صراع مع المؤسسات. وعن تشابه الدستور الثقافي مع بعض الوثائق الأخرى، قال الجزار: إن المبادئ التي تخص الهوية، والحرية والمستقبل وطبيعة المؤسسات الثقافية لا أحد يختلف عليها، وهذه المبادرة وجماعتها تحاول التعبير عن طموحات جماعة ثقافية تضم فنانين وكتابا، فيما تطمح إلى أن تكون حركة ثقافية فاعلة في الواقع، خلال ميثاق شرف وعمل، مشيرا إلى أن المثقفين لم يكونوا أحزابا، ولا يريدون سلطة، وليس لهم علاقة بالصراع السياسي الحالي.