أكد ممثل وزارة الخارجية اللبنانية السفير منصور عبد الله إن إسرائيل استخدمت أثناء عدوانها على جنوب لبنان عام 2006 ما يصل إلى 4 ملايين من القنابل الصغيرة. جاء ذلك خلال اللقاء التعريفى الذى نظمته وزارة الخارجية اللبنانية بالتعاون مع المركز اللبنانى للأعمال المتعلقة بالألغام اليوم للاعلاميين لشرح الإتفاقيات الدولية بشأن الذخائر العنقودية وإتفاق أوسلو الذى عقد فى عام 2008 ووضع لبنان من إزالة الذخائر من مناطقه الملوثة ووضع ضحايا الألغام. وأشار السفير منصور عبد الله إلى أن هذا اللقاء التعريفى يأتى تمهيدا لاستضافة لبنان للاجتماع الثانى للدول الأطراف بشأن اتفاقية الذخائر العنقودية الذى سيعقد من 12 الى 16 سبتمبر المقبل فى بيروت بمشاركة ممثلين عن أكثر من مائة حكومة ينضم اليهم منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع الدولى والناجين من الألغام. وأوضح عبد الله أن المشاكل التى تتسبب فيها الذخائر العنقودية ليست وليدة اليوم وانما استخدمت فى كل نزاع على مدى الأربعين سنة المنصرمة وألحقت خسائر جسيمة بالمدنيين خلال القتال وبعد انتهاء العمليات العسكرية على حد سواء. وقال ممثل وزارة الخارجية اللبنانية إن اتفاقية الذخائر العنقودية فى دبلن قد اعتمدت من قبل 107 دولة فى 30 مايو 2008 ووقعت عليها فى أوسلو فى 3 ديسمبر من العام نفسه 60 دولة أصبحت دولا أطرافا في الاتفاقية التى شكلت قانونا دوليا ملزما عندما دخلت حيز التنفيذ فى أول أغسطس 2010 وانضم حتى الاول من يوليو 2011 الى الاتفاقية 109 دول. وأوضح أن إتفاقية الذخائر العنقودية والتى اعتمدتها الحكومات فى عام 2008 تضع إطارا شاملا لمعالجة المشكلات التى تطرحها هذه الأسلحة، حيث تنص على حظر استخدام الذخائر العنقودية وحيازتها وتخزينها والاحتفاظ بها ونقلها وبيعها وتطلب إلى الدول الأطراف أيضا تدمير الذخائر العنقودية في مخزوناتها والالتزام بإزالة الذخائر الصغيرة غير المتفجرة أو الذخائر العنقودية المتروكة من المناطق الملوثة. كما تلزم الاتفاقية الدول بتوفير الرعاية الطبية لضحايا الذخائر العنقودية وإعادة تأهيلهم ودعمهم نفسيا وإدماجهم اجتماعيا واقتصاديا فى المناطق التى تخضع لولايتها أو سيطرتها وتطلب أيضا إلى الدول الأطراف القادرة على تقديم تلك المساعدات أن تساعد الدول الأخرى وتتعاون معها على تنفيذ التزاماتها المنصوص عليها فى الاتفاقية. ولفت ممثل وزارة الخارجية اللبنانية السفير منصور عبد الله إلى آن الاجتماع الثانى الذى سيعقد في بيروت يكتسب أهميته أنه يتعلق بلبنان المتضرر الأكبر من القنابل العنقودية ومن حقول الالغام الموجودة على مساحة كبيرة من ارض الجنوب. ودعا السفير منصور عبد الله وسائل الإعلام الى تسليط الضوء على هذا الحدث الذى سيرعاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وسيلقى الكلمة الافتتاحية فيه يوم الاثنين 12 سبتمبر ويختتم ب"إعلان بيروت 2011" الذي تؤكد فيه الدول المشاركة استمرار التزامها باتفاقية الذخائر العنقودية وبمضمون "إعلان فينتيان 2010" من جانبه ، أوضح العميد محمد فهمى من مديرية التوجيه فى الجيش ومدير المركز اللبنانى للأعمال المتعلقة بالألغام أن الجيش اللبنانى هو المسئول عن عملية نزع الألغام والقنابل العنقودية ، مشيرا الى أن ثلث مساحة لبنان ملوثة منذ عام 1975 وحتى عام 2006. وأشار الى أن إسرائيل ألقت أربعة ملايين قنبلة عنقودية خلال آخر 36 ساعة من وقف إطلاق النار يوم 14 أغسطس 2006 ، لافتا إلى أن 53% من المساحة الملوثة تم تنظيفها كما أن كافة أنواع الألغام استخدمت فى لبنان وأن 95% منها صناعة أميركية والباقى إسرائيلية. وأعلن أنه تم توعية 900 ألف شخص منذ العام 2006 فى لبنان من بينهم 700 ألف من سكان الجنوب، معتبرا أن المشكلة تكمن بعد حصول الحادثة فى ظل عدم متابعة وضع الشخص المصاب. وأشار إلى أن أعلى نسبة بين المصابين هم من سكان الجنوب وعددهم 408 أشخاص منذ العام 2006 ، مشيرا إلى أن لبنان المصنف الأول فى العمليات الإنسانية لنزع الالغام للسنة الخامسة على التوالى فيما يفتقد لبنان وجود مؤسسات إنسانية مجانية للاهتمام بالمصابين.
