أظهرت الأبحاث الطبية الحديثة أن تمتع الإنسان بالسعادة قد يشكل درعا واقيا لحمايته من الانخراط والوقوع فريسة في براثن عالم الجريمة والمخدرات، حيث لوحظ أن الأشخاص والشباب الذين يتمتعون بالسعادة أقل تورطا في هذين العالمين الإجراميين. وقال "بيلي مكارثي"، أستاذ الطب النفسي وعلم الاجتماع بمركز "يوكلا" للأبحاث، في معرض أبحاثه حول السعادة والتمتع بالمشاعر الإيجابية وعلاقتها بعالم الجريمة: إن السعادة والتفكير الإيجابي يعتبرا من أهم الضمانات الحقيقية للحماية من الانخراط في عالم الجريمة أو الوقوع فريسة في مستنقع الإدمان . وقد اعتمد الباحث على تحليل بيانات أكثر من 15 ألف طالب جامعة، وذلك في الفترة من عام 1995 وحتى 1996، في أوسع دراسة من نوعها أجريت في هذا الصدد. وكشف "مكارثي" في أبحاثه التي عرضها في المؤتمر السنوي "بالجمعية الأمريكية لعلم الاجتماع" أن ما يقرب من 29% من الشباب المشاركين في الدراسة اعترفوا بإقدامهم على عمل إجرامي مرة واحدة في حياتهم، في الوقت الذي اعترف فيه 18% منهم بتدخينهم للمخدرات مرة واحدة. وأشارت عمليات التقييم النفسي لهم عن معاناة الكثيرين منهم من أزمات نفسية وعدم شعورهم بالسعادة والأمان في حياتهم الشخصية والاجتماعية بالصورة المرضية، ما دفعهم إلى عالم الجريمة، للتعبير عن ذاتهم وحقهم فى حياة آمنة سعيدة، أو اللجوء إلى عالم المخدرات لنسيان هذا الواقع المؤلم التعس.