اللواء متقاعد يحيى عزمى عضو مجلس الشعب السابق وشقيق زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية المخلوع لا يؤمن أن هناك ثورة حدثت فى 25 يناير الماضى.. ليس ذلك فقط، بل قرر أن يقاوم هذه الثورة بكل ما أوتى من قوة سواء كانت قوة الأسلحة النارية أو التحرش والاعتداء الجنسى. بعد ظهر أمس الأول توجه الخبيران أحمد الصاوى مدير عام خبراء الكسب غير المشروع ومعه ناهد عبداللطيف الخبيرة بنفس الإدارة ومعهما ضابط ومصور فوتوغرافى إلى فيللا زكريا عزمى بالتجمع الخامس لحصر محتويات الفيللا بعد أن طرقوا باب الفيللا وسمحت لهم زوجة زكريا عزمى بالدخول. وبعد ساعة من بدء عملهم جاء يحيى عزمى وتهجم على اللجنة، سحب مسدسه وجعله فى وضع جاهز لإطلاق النار ثم توجه إلى الصاوى ولكمه فى وجهه وأسقطه أرضا، وحاول التحرش بالخبيرة وتمزيق ملابسها، أما دور الضابط فيبدو أنه يشبه أداء عمل الشرطة هذه الأيام وهو المراقبة عن بعد حتى يتمكن الطرفان من حسم الأمر بينهما!!. لم يتوقف أمر عزمى عند هذا الحد بل أطلق الكلاب على الخبيرين فى محاولة لإرهابهما بعد أن كال لهما العديد من الشتائم المنتقاة وحبسهما فى غرفة بالفيللا. السؤال الذى ينبغى أن يشغل الجميع هو: ما هى القوة والسلطة التى جعلت يحيى عزمى يتصرف بمثل هذا التعجرف والصلف مع لجنة يفترض أنها تمثل جهازا قضائيا ومعها «تكليف فورى» بمعاينة الفيللا بصورة مفاجئة؟!. المفروض أن هناك ثورة، والمفروض أن زكريا عزمى محبوس على ذمة قضايا قتل متظاهرين فى موقعة الجمل، وقضايا فساد وكسب غير مشروع، والمفروض بالتالى أن «تمشى أسرته بجانب الحائط» أو على الأقل تلتزم بالقانون ولذلك فعندما يقوم أحد أفراد هذه الأسرة وهو لواء سابق بتهديد موظف عام بمسدس والتحرش بأخرى، فالمؤكد أن هذا الشخص مقتنع تمام الاقتناع أنه لا أحد يستطيع أن يحاسبه أو يعاقبه. لو كنت مكانه لرحبت باللجنة وجلست فى ركن بالمنزل حتى تنتهى من عملها، ولعزمت عليهم بتناول الإفطار لكن أن أهددهما بالمسدس والكلاب فالمؤكد أن ذلك يعكس واقعا علينا جميعا أن نفكر فيه. أن يهدد عزمى اللجنة القضائية بالمسدس والكلاب والتحرش والألفاظ البذيئة فذلك يعكس بالضبط ما يفكر فيه المسئولون السابقون وأقاربهم وأنصارهم. السؤال الأخطر هو: إذا كان عزمى يهدد بالمسدس والكلاب وهم متهمون ومطاردون، فماذا سيفعلون إذا «شموا نفسهم»؟!. عندما يهدد أنصار مبارك، معارضيهم من شباب الثورة أمام مقر المحكمة فى أكاديمية الشرطة بالضرب، بل والقتل أحيانا، وعندما يبدأ «أنصار الثورة المضادة» فى إسقاط الأقنعة عن وجوههم والفخر بدفاعهم عن مبارك، وعندما تعود «كتيبة إعلام مبارك» للتحرك، فالمؤكد أن الأمر يتجه إلى حالة نسير إليها بخطى وتيدة. وإذا ربطنا بين كل ذلك، والسلبية غير المسبوقة لجهاز الشرطة عن أداء عمله بكفاءة، فالمؤكد أن علينا أن نتوقع كوارث كثيرة فى المستقبل. لا يكفى أن يعتذر يحيى عزمى عما فعله، نريد تحقيقا جادا وسريعا وعادلا ورادعا. فريد خميس صفع موظفا ولم يحدث شىء ويحيى عزمى أطلق نيرانه وكلابه على الخبير. لو تم «الطرمخة» على القضية فعلينا ألا نتفاجأ إذا استخدم أحد رموز نظام مبارك الصواريخ بدلا من المسدسات، وإذا كان عزمى قد خلع ملابسه محاولا التحرش بالخبيرة. فماذا سيفعل فى المرة المقبلة هو أو أمثاله؟!.