قالت مصادر عسكرية مصرية وأمريكية لرويترز أمس الأربعاء إن مصر والولاياتالمتحدة ألغتا المناورات العسكرية المشتركة لهذا العام. والمناورات التي تجرى تحت اسم "النجم الساطع" هي أكبر مناورات من نوعها في المنطقة. وقال مسؤول بالجيش المصري طلب عدم الكشف عن هويته أن الاضطرابات السياسية هذا العام التي شهدت الإطاحة بالرئيس حسني مبارك وقفت عائقًا أمام التخطيط للمناورات التي تجرى كل عامين. وقال مسؤول مصري ثان إن الجيش منهمك حاليًا في مهام بما يقلص قدرته على المشاركة في المناورات. وقال المسؤول الثاني الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لا توجد أي وحدات لا تقوم بمهام يمكنها أن تفعل ذلك الآن. الجميع مشغولون". غير أن هذا الإعلان يأتي في توقيت حساس في مصر حيث يتعرض المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد لضغوط للإسراع بالإصلاحات الديمقراطية بعد ستة أشهر من توليه القيادة بعد سقوط مبارك. ورفض المسؤول المصري الثاني فكرة أن هذا القرار قد يعكس رغبة الجيش المصري في أن يبتعد عن واشنطن. وقال "إننا أكثر تقاربا من أي وقت مضى" مضيفًا أنه يتوقع أن تجري مناورات النجم الساطع في 2013. وأشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومساعدوه مرارًا إلى العلاقات العسكرية الأمريكية المصرية القائمة منذ فترة طويلة كأداة فعالة في إدارة الأزمة التي أطاحت بمبارك. وتحدث مسؤولون عسكريون أمريكيون مرارًا إلى نظرائهم المصريين وحثوهم على عدم القيام بإجراء ضد المحتجين المؤيدين للديمقراطية. وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) هذه التقارير. وقال المتحدث إن القرار اتخذ في ضوء "أحداث التحول المستمرة" في تحرك مصر نحو الديمقراطية ونظرًا لأن القيادة العسكرية في مصر تقوم بدور تنفيذي مؤقت. وقال الجيش المصري مرارًا إنه يمضي بأسرع ما يمكن لنقل السلطة إلى الحكم المدني مع إجراء انتخابات برلمانية مقررة في نوفمبر وانتخابات رئاسية في العام القادم. وقال محللون أمريكيون إن من المنطقي أن الجيش المصري مشغول للغاية بدرجة تمنعه من إجراء مناورات بسبب مسؤولياته الحالية في فرض النظام والقانون. وقلل المحللون أيضًا من شأن فكرة أن الجيش المصري ربما يحاول أن يباعد بينه وبين الولاياتالمتحدة. وقال دانييل كيرتزر السفير الأمريكي السابق لدى مصر والأستاذ حاليًا بجامعة برينستون "حتى يستتب القانون والنظام... في الشوارع بطريقة منظمة فان الجيش يقوم بدور في الأمن المحلي". وأضاف قائلاً "لا أعتقد أن لهذا عواقب في المدى البعيد. الاختبار الحقيقي سيكون في الانتخابات المصرية وما سيتمخض عن ذلك". "إذا تعين عليك التخمين الآن فإن الجيش سيرغب في المحافظة على علاقة مع الجيش الأمريكي ولا أعتقد أن هذا سيتغير". ويصف الجيش الأمريكي مناورات النجم الساطع بأنها محور العلاقات العسكرية بين البلدين. وشملت آخر مناورات جرت بقيادة مصر والولاياتالمتحدة في 2009 مشاركة دول بينها الأردن والكويت وباكستان والسعودية وتركيا. وهذه المناورات هي أقدم تدريبات عسكرية في منطقة القيادة الوسطى للجيش الأمريكي التي تشمل العراق وأفغانستان. كما أن هذه المناورات التي يرجع تاريخها إلى 1981 من نتاج معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل. وقال مصدر عسكري أمريكي إن البلدين يهدفان إلى استئناف المناورات في عام 2013 حيث وافقت الحكومة المصرية على بدء اجتماعات تخطيط رسمية في يونيو عام 2012. وربط المسؤول العسكري المصري بين استئناف المناورات واستقرار الوضع السياسي في مصر وهون من شأن الإلغاء الذي أرجعه إلى عدم القدرة على التخطيط للمناورات هذا العام. وقال المسؤول العسكري "توجد اجتماعات تحضيرية بين الجانبين وبصفة أساسية بين الولاياتالمتحدة ومصر تجري قبل مناورات "النجم الساطع" كل عام لكنها لم تعقد هذا العام". وأضاف قائلاً "يعقد أول اجتماع تنسيقي في العادة في فبراير أو مارس من العام يعقبه اجتماع في يونيو. وتشهد مصر اضطرابات سياسية منذ الانتفاضة الشعبية التي استمرت 18 يومًا وأجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي في 11 فبراير. ونشر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى إدارة شؤون البلاد بعد تنحي مبارك قوات الجيش في الشوارع. والجيش مسؤول عن إدارة الشؤون اليومية للبلاد بالإضافة إلى الأمن الداخلي وحراسة الحدود.