أنهى الأزهر استعداداته لعقد الاجتماع العاجل لمختلف القوى السياسية والدينية والفكرية المقرر غدا الأربعاء بمقر المشيخة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للتشاور حول اعتماد وثيقة الأزهر لتكون بمثابة صيغة توافقية يتفق عليها الجميع بما يؤكده من الهوية وضمان الحقوق والحريات والمواطنة. وقال مصدر مسؤول بمشيخة الأزهر إن نحو 36 شخصية ستشارك في الاجتماع يمثلون بعض رؤساء الأحزاب ومرشحي الرئاسة المحتملين ورموز الفكر والسياسة من مختلف التوجهات الاسلامية والتيارات، وأنه لم يتم استبعاد أي تيار من المشاركة، غير أن ضيق المكان الذي يتم فيه عقد الاجتماع بمقر مشيخة الأزهر حال دون دعوة كل ممثلي التيارات الإسلامية والفكرية والثقافية والسياسية، وأن الفرصة ستكون سانحة للقاءات أخرى، والأزهر مفتوح لجميع التوجهات الفكرية بحثا عن مستقبل أفضل لمصر. وأضاف المصدر أن الاجتماع سيبدأ بجلسة علنية يلقي خلالها الإمام الأكبر كلمة حول الهدف من الاجتماع والمشاركين به، ثم يتم تحويلها إلى جلسة مغلقة لمزيد من البحث حول وثيقة الأزهر والتوافق حولها، موضحا أن من المتوقع إصدار بيان في نهاية الاجتماع بما تم التوصل إليه. وأعرب المصدر عن أمله في أن يكون الاجتماع فرصة طيبة لتبادل الرؤى حول وثيقة الأزهر التي جاءت بشهادة معظم التيارات تحمل مفهوم الوسطية وتقف محايدة بين كل التيارات والتوجهات الدينية والسياسية دون تحيز لأحد، وأنها صيغت بعيدا عن أي توجه سياسي، وإنما لتحقيق مبادئ المواطنة والمساواة بين المصريين جميعا بغير تفرقة، وتضمن الحقوق والحريات. وعبر المصدر عن الأمل في التوافق حول الوثيقة حتى يتم رفع توصيات الاجتماع إلى المسؤولين بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وإلى مجلس الوزراء لاتخاذ الخطوات العملية لتنفيذها، وأن تكون توافقية بين من يطالب بالانتخابات أولا، أو بالمبادئ فوق الدستورية، أو بصياغة الدستور وغيرها من الأفكار المطروحة على الساحة السياسية، موضحا أن الازهر يهدف إلى الوصول إلى توافق الجميع بلا تدخل منه أو فرض وصاية على أحد أو العمل بالسياسة، ولا يعتبر الأزهر مشتغلا بالسياسة، بل يحافظ على وحدة نسيج الوطن، ويبعد عن أي أسباب للفرقة.