فى دلالة على صعوبة المواجهة الأمنية، طلب رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون من القائد السابق لشرطة نيويورك، بيل براتن، العمل كمستشار لدى الشرطة البريطانية للتصدى لأعمال الشغب فى بلاده. وقالت ناطقة باسم رئاسة الحكومة إن «براتن، الذى كان قائدا للشرطة فى نيويورك وبوسطن ولوس أنجلوس سيقدم نصائحه الشخصية بدون الحصول على أى مبلغ مالى». وقد أظهر استطلاع للرأى أن أكثر من نصف البريطانيين يعتقدون أن كاميرون فشل فى أعمال الشغب. وأفادت نتائج الاستطلاع الذى أجرته مؤسسة كومريس لصالح صحيفة اندبندنت البريطانية بأن 30 % فقط ممن شملهم الاستطلاع قالوا إن كاميرون رد بشكل جيد على أعمال الشغب، بينما رأى 44 % خلاف ذلك. كما قرر كاميرون طرد مثيرى الشغب وعائلاتهم من المساكن الاجتماعية العامة التى تدعمها الدولة، فيما صرح وزير المالية جورج أوزبورن بالتزام الحكومة بخطط خفض ميزانية الشرطة فى إطار سياسة لإصلاحها. وقال إن «الذين ينهبون جماعاتهم الخاصة يجب ألا يسمح لهم بالعيش فى المساكن الاجتماعية المخصصة لذوى الدخل المحدود.. عليهم إيجاد مسكن فى القطاع الخاص». ويعيش نحو 10 ملايين بريطانى، أى واحد من كل ستة، فى المساكن العامة. ورأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن بريطانيا بدأت تقدر تكلفة أعمال الشغب وتفكر فى تدابير لمنع تكرارها، مضيفة «إذا نفذ هذا الإجراء بالشكل الذى اقترحه كاميرون ووزراؤه فربما يكون أكبر تدبير عقابى ردا على أسوأ اضطرابات مدنية يشهدها هذا الجيل». وقال رئيس رابطة العرب البريطانية، عطا الله سعيد، فى تصريحات ل«الشروق»: «إنه مجرد اقتراح من كاميرون والمحكمة هى التى تقر مثل هذا الاقتراح»، مضيفا أن «هؤلاء الفتية لا يملكون منازل أصلا ومعاقبة ذويهم عما اقترفوه من ذنب يعد أمرا غير منصف». فى الوقت نفسه رأى سعيد أن: «كل من روع الناس وسلب ونهب يجب معاقبته على اقتراف أعمال غير قانونية»، معتبرا أن «هؤلاء الشباب لم يعبروا عن أى مطالب سياسية أو اجتماعية، وهو أمر متاح لهم فى بلد ديمقراطى كبريطانيا». ورغم انتقال أعمال الشغب من العاصمة لندن إلى مدن كبيرة مثل برمنجهام ومانشستر وليفربول ونوتنجهام، ووقوع خمسة قتلى، قال وزير المالية، جورج أوزبورن، أمس إن بريطانيا «ستلتزم بخططها لإصلاح الشرطة والتى تتضمن خفض عدد الضباط». وأوضح أن: «الحكومة تعتزم خفض مليارى جنيه أسترلينى من ميزانية الشرطة؛ ما يعنى فقدان نحو 30 ألف وظيفة للتعامل مع عجز قياسى فى الميزانية». ميدانيا، انتشرت الشرطة فى شوارع المدن والبلدات المتوترة لضمان عدم تجدد أعمال الشغب فى عطلة نهاية الأسبوع. وقال نائب مساعد رئيس شرطة العاصمة، ستيف كفانا أمس: «إن 16 ألف ضابط سيظلون فى الخدمة بلندن فى أكبر عملية انتشار للشرطة وقت السلم»، مضيفا أن «قوات أخرى ستظل فى حالة تأهب قصوى خلال عطلة نهاية الأسبوع فى نوتنجهام وبرمنجهام وليفربول».