اقتحم مئات المواطنين في مدينة جرجا محافظة سوهاج مركزاً للشرطة واستولى المقتحمون على كل الأسلحة الموجودة في مركز الشرطة، وأطلقوا سراح كل المحتجزين بداخله قبل أن يضرموا النار فيه احتجاجاً على ما يعتبرونه تقصيراً من الشرطة في حمايتهم من أهالي قرية الخلافية المجاورة جراء الاشتباكات القائمة بينهم منذ الجمعة الماضي، كما اتهم سكان مدينة جرجا أهالي قرية نجع عويس باستخدام الأسلحة النارية ضدهم، وباختطاف عدد من أبنائهم. ويعد هذا الحادث مؤشراً جديداً على حالة الانفلات الأمني التي تعم هذا البلد وقت استعداده لإجراء انتخابات برلمانية هي الأولى بعد الثورة. وقال اللواء علاء المناوي- مدير أمن سوهاج، في مداخلة هاتفية مع برنامج "الحياة اليوم" على تلفزيون الحياة: "إن هناك تعليمات من وزارة الداخلية بضبط النفس في التعامل مع الأحداث، وعدم إطلاق الرصاص على الأهالي والتعامل فقط مع الأحداث بالقنابل المسيلة للدموع". مؤكدًا أن "المدينة تسودها الآن حالة من الهدوء الحذر عقب عمليات الكر والفر والسهر"، بينما هناك توقعات بوقوع الاشتباكات مجددًا. وأرجع المناوي، استمرار أحداث العنف بين أهالي المدينة وأهالي (نجع عويس) وتجددها بين الحين والآخر إلى العصبية القبلية وخلافات البندر المستمرة مع أبناء القرى وخلافات النواب السابقين في مجلسي الشعب والشورى والسعي نحو البحث عن دور لكسب تأييد المواطنين في الانتخابات المقبلة. وأكد المناوى أن أجهزة الأمن ألقت القبض على عدد من المشاركين في أحداث أمس الثلاثاء وتبين أنهم "بلطجية موجهون من جانب أشخاص ويسعون لإثارة الفتنة في المدينة وأنهم متعاطون لحبوب مخدرة". وكانت المشاكل قد بدأت بين الطرفين يوم الجمعة الماضي بمشاجرة بين سائق وأحد المواطنين أحدهما من جرجا والآخر من نجع عويس. وتطور الشجار إلى تبادل لإطلاق نار أسفر عن مقتل شخصين، وتوفي رجل ثالث أمس الأول الاثنين متأثرًا بجروح أصيب بها في الحادث. هذا وقد أرسل المجلس العسكري الذي يتولى شؤون البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي عددًا من الجنود إلى مدينة جرجا لمساندة رجال الشرطة، وبدأوا في جمع الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها، حسب تصريحات مدير أمن سوهاج اللواء علاء المناوي.