انطلقت قبل أكثر من شهرين حملات مختلفة اتفقت على المطالبة بوقف عرض مسلسل (الحسن والحسين)، هذه الحملات، وعلى رغم تشابه مطالبها، إلا أنها استندت على أسباب مختلفة كما أظهرته صفحاتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فبينما تبنت بعضها فتوى الأزهر التي شددت على عدم جواز تجسيد شخصيات الأنبياء والصحابة والمبشرين بالجنة مثل «الحملة القومية لإيقاف عرض مسلسل «الحسن والحسين» احتراما لرأي الأزهر، بينما طالبت حملات أخرى بمقاطعة القنوات التي تعرض العمل، مثل الحملة التي عنونت صفحتها الإلكترونية «معا لمقاطعة قنوات الحياة والنهار وإم بي سي وأية قناة تعرض المسلسل». أحدثت هذه المطالبات جدلا واسعا في أروقة المجتمع المصري، وكذلك دار الإفتاء الأردنية التي دخلت على الخط، وقالت بعدم جواز تجسيد أدوار الحسن والحسين والخلفاء الراشدين، إلا أن كل هذه المطالبات لم تنجح في الوصول لغايتها، إذ يعرض العمل اليوم على أكثر من 15 قناة فضائية، بحسب تأكيد منتجه المدير التنفيذي لشركة المها للإنتاج محمد العنزي. استغرب العنزي من الحملات المتعددة التي حاربت لمنع العمل قبل أكثر من شهر من انطلاق عرضه، وأضاف قائلا: "استغرب بشدة الهجوم المحموم على المسلسل قبل أن يبدأ، فكيف تكون أحكامهم منطقية وموضوعية وهم بدؤوا الهجوم قبل المشاهدة؟ أتمنى أن أعرف، كما أتمنى أن أسمع أرائهم الآن بعد مضي الأسبوع الأول من العرض، وأن يوضحوا مكامن الإساءة التي وجدوها في العمل". وأضاف: "نحن لم ننطلق في المسلسل إلا بعد أن عرضنا النص على أكثر من 23 مرجعية إسلامية موثوقة من الطائفتين السنية والشيعية، وعلى رأسهم يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين". واستغرب العنزي الصمت المطبق تجاه إنتاج بعض الفضائيات الإيرانية مسلسلا يجسد سيرة النبي يوسف عليه السلام، وكذلك أكثر من 14 مسلسلا يجسد نفس الحقبة الزمنية التي تناولها «الحسن والحسين» من دون أن يعترض أحد. وأضاف: "هذا يدل بشكل قاطع على أن الهجوم على شخص المنتج وانتمائه بعيد عن طبيعة المسلسل الذي أخذنا ما يزيد على 3 سنوات للتحضير له، بحضور دائم لعدد كبير من المشايخ معنا خلال فترة التصوير، حرصا على ضبط الجوانب الشرعية والوصول إلى الهدف الأسمى من المسلسل، وهو الرصد الأمين لهذه الحقبة من تاريخنا، وقراءتها بشكل موضوعي، بما يحقق التقارب والتآلف بين الطوائف الإسلامية المتناحرة". يذكر أن المسلسل يرصد الحقبة التاريخية التي مر بها المسلمون بعد وفاة الخليفة عثمان بن عفان وحتى وفاة الحسين بن علي، وما تبع ذلك من أحداث، وهو من بطولة الفنان رشيد عساف وزيناتي قدسية ومحمد المجالي وآخرين، ومن تأليف محمد اليساري، وإخراج عبد الرؤوف أبو الخير.