أثار مسلسل »الحسن والحسين« الايراني الصنع حالة من التوتر والجدل داخل مجمع البحوث الاسلامية والأزهر من جهة وبين الشارع المصري الذي يرفض تجسيد صور الانبياء وأهل البيت من جهة أخري معركة الرفض والقبول للمسلسل نتج عنها آراء تنادي بمقاطعة المسلسل والقنوات التي اشترت حق عرضه خلال شهر رمضان.. ومنهم أو علي رأسهم موافقة قناة التحرير - التي ولدت من رحم الثورة - علي عرض مسلسل »الحسن والحسين« أصابت الجمهور المصري بالصدمة وهو ما جعل الكثير يطالبون بمقاطعتها مع قنوات: الحياة والنهار وال »إم. بي. سي« لعرضها المسلسل. الاعتراضات جاءت جميعها لتكشف المخطط الدرامي الايراني الذي يحاول إثارة الفتنة والتشيع مرة أخري بعد ما أثارها في العام الماضي بعرض مسلسل »يوسف الصديق« وهو ما حذر منه الأزهر من خلال تصريح د. »أحمد الطيب« شيخ الأزهر بأنه يرفض السماح لمحاولات التشيع في مصر اعلنت حملة »مقاطعة مسلسل الحسن والحسين« لتؤكد رفضها التام لتجسيد شخصية أحفاد الرسول »صلي الله عليه وسلم« والعمل علي قطع المد الشيعي في الدول الاسلامية وأكد عدد كبير من أعضائها ان المسلسل سيخلق نوعا من الفتنة لما سيتناوله من أحداث هزت الأمة الاسلامية لسنوات بعد وفاة الرسول »صلي الله عليه وسلم« وتناول دور اليهود في إشعالها، الي جانب - وهو الأهم - تجسيد شخصيتي »الحسن والحسين« وتسليط الضوء علي دوريهما في الدفاع عن أمير المؤمنين »عثمان بن عفان« ومساندة أمير المؤمنين »علي بن أبي طالب« كما تتناول الأحداث تنازل »الحسن« عن الخلافة لإحلال السلام بين المسلمين وتوحيد الأمة الاسلامية لتنتهي الاحداث بتضحية »الحسين« بحياته للحفاظ علي مبدأ الشوري في الحكم وانتقام الله من قتلته كل هذا برؤية المؤلف وليس برؤية النص الديني. هناك - أيضاً - وجهات نظر أخري تشير الي ان المسلسل يهدف الي مزج الدين بالسياسة ومن ثم تبدأ حالة القتال بين الليبراليين والعلمانيين ولم تكن جميع الآراء ضمن الحملات مؤيدة لمنع عرض المسلسل بل طرحت العديد من التساؤلات منها: لماذا نخاف من تجسيد الأنبياء؟ هل هناك نصوص قرآنية تحرم تجسيد الأنبياء؟ فكان الرد من »معتز أحمد« أحد منسقي إحدي الحملات بأن تجسيد الأنبياء علي الشاشة حرام لقدسية مكانتهم واستحالة تصديق تجسيدهم من خلال ممثلين تنوعوا في تقديم أدوار الفسق والفجور ثم يأتون ليجسدوا شخصيات الأنبياء حملة »لو بتحب نبيك قاطع مسلسل أحفاده« تناولت - أيضاً - الهجوم علي مجمع البحوث الاسلامية والأزهر لما يتبعه من خطة غير مفعلة وان هذه المؤسسات جهة تنفيذية ولابد من تفعيل دورها الا انها أصبحت جهة رأي لا تملك سيادة تنفيذ القرار كما حدث من قبل في عرض مسلسل »يوسف الصديق« و»يعقوب« و»جبريل« فجميعها مسلسلات لم يتم منع عرضها. وجاءت حملة »مقاطعة مسلسل الحسن والحسين.. نصرة لأهل البيت« لتعلن تخوفها الشديد من الأفكار الإيرانية التي تريد غزو العالم العربي لأن تجسيد الصحابة مؤشر خطير ربما يتم بعدها الدخول في محاولة تجسيد الرسول »ص«. وأكد البعض منهم ان غياب دور الأزهر في الرد علي تلك الإساءة التي حدثت من قبل في مسلسل »يوسف الصديق« وتجسيد السيدة »مريم« جعل العالم الإيراني يتعدي الخطوط الحمراء لتصل به الجرأة لتجسيد الصحابة وآل البيت. وجاءت موافقة قناة التحرير - التي ولدت من رحم الثورة - علي عرض مسلسل »الحسن والحسين« أصابت الجمهور المصري بالصدمة وهو ما جعل الكثير منهم يطلق حملاته للمطالبة بمقاطعتها مع قنوات: الحياة والنهار وال »إم.بي.سي« لعرضها المسلسل الحملة أنصفت الازهر وأيدت نصرته من خلال فتواه بعدم عرض المسلسل وكان مجمع البحوث الاسلامية قد ناشد جهات الانتاج في الدول العربية والاسلامية بمنع إنتاج أي مسلسل يتناول الأنبياء أو الصحابة أو العشرة المبشرين بالجنة وآل البيت. أصحاب حملة »معاً لاستنكار ومقاطعة مسلسل »الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة« والتي جاءت مثل باقي الحملات الأخري لتؤكد رفضها لعرض المسلسل قالوا انه قد يكون سبباً لبعث الفتنة من جديد بين المسلمين. وأكدت الحملة ان المسألة هنا ليست نرجسية أو عنصرية وان البيت الهدف من الحملة تحذير كل من يريد ان يتاجر بآلام أجدادنا. وتساءل أعضاء الحملة ما هذا المسلسل الذي يتم رفض تصويره في عدد من الدول ويعتذر عن عدم المشاركة فيه عدد كبير من الممثلين »بعد مشاهدتهم للسيناريو« إلا إذا كان المسلسل مشبوهاً ويخالف تعاليم الاسلام كما طالبت الحملة بالكشف عن أصحاب المصالح من وراء إنتاج مثل هذا المسلسل وطالبت منتجه »العنزي« بالكشف عن مصادر تمويله؟! وكما انطلقت تلك الحملات المعارضة للمسلسل انطلقت حملتان فقط ترحب بعرض المسلسل وهما »حملة مع مسلسل الحسن والحسين« و»حملة تحية الي كل من ساهم في إنتاج مسلسل الحسن والحسين« وأكد هؤلاء المؤيدون ان التخوف من عرض المسلسل غير مجد علي الاطلاق فهو كأي مسلسل ديني يحاول كشف وسرد قصص الأنبياء والصحابة وحول قضية التجسيد قالوا إنه ليس هناك نص قرآني يشير بتحريم تجسيد الأنبياء وأكدوا إذا كان الأزهر معنيا بهذا الامر ويري انه من المحرمات فمن الجدير بالذكر تفعيل ما قاله وليس إبداء الرأي فقط. وأعرب »عبد الرحيم الليثي« مؤسس حملة »نقاطع مسلسل الحسن والحسين - نصرة لأهل البيت« عن انزعاجه الشديد من الفكر الشيعي الذي يحاول تشويه صورة الصحابة وذلك لأن المسلسل سوف يعتمد علي خيال المؤلف وهذا بعيد تماما عن منهج الوسطية الذي يسير عليه المسلمون كما أنها خطوة تصعيدية بعد ذلك لتجسيد نبينا »محمد« »ص«. ومن ناحية أخري أقام »عبد المعين حزين« عضو نقابة المحامين دعوي قضائية ضد كل من »أسامة هيكل« وزير الاعلام ود. »أحمد الطيب« شيخ الأزهر وأحمد أنيس رئيس شركة »النايل سات« حيث يتهمهم بأنهم شركاء في عرض المسلسل لأنهم لم يستخدموا سلطتهم في منع عرضه. وترفض د. آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر فكرة التجسيد للأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة لما يحملونه من عظمة ورقي وقدوة تفوق البشر، فعصر الأنبياء - كما تقول - لن يأتي مثله عصر آخر. وأضافت: رغم ان المسلسل سيساهم في تعريف الغرب وأيضا العالم الإسلامي بعظمة هذا العصر ومدي ثقافته ووعيه من خلال هذه النماذج التي نعتبرها قدوة لنا جميعا، إلا أنني ضد تجسيد أصحابها درامياً. ويستنكر د. »طه أبو كريشة« عضو مجمع البحوث الاسلامية الاتهامات الموجهة لمشيخة الازهر ووصفها بأنها أقوال مرسلة ومغرضة تحاول تشويه مكانة الأزهر وحضارته. وأكد ان الازهر أصدر حكمه الشرعي من قبل أثناء عرض مسلسل »يوسف الصديق« بالعام الماضي بعدم تجسيد الأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة بالإضافة الي ان هذا المسلسل بحد ذاته يعيد قضايا قديمة تشعل الفتنة بين المسلمين في الوقت الذي يحتاجون فيه الي ما يجمعهم وليس ليفرقهم. وأضاف: ان الازهر ليس له سلطة تنفيذية علي القنوات المصرية والفضائية لوقف بث المسلسل وإنما ذلك من شأن الدولة التي تملك سيادة القرار والتي تمثلها وزارة الاعلام. وكان الازهر قد أصدر حكمه الشرعي من قبل بعدم تجسيد الانبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة.. ولذلك قام التليفزيون المصري بمنع عرض هذا المسلسل ومن قبله مسلسل يوسف الصديق وغيره من المسلسلات التي تظهر بهم الانبياء او ما ورد وفي حكم الازهر.. ولكن قناة الحياة قامت بكتابة لوحة قبل كل عرض لحلقات المسلسل تحمل موافقات الشيخ يوسف القرضاوي وموافقات شيوخ من كل من السعودية واليمن والكويت وقطر لكبار العلماء ورجال الدين.