أرجع الكاتب البريطانى روبرت فيسك نجاح الثورة المصرية إلى عمال مدينة المحلة الكبرى وسط الدلتا، مشيرا إلى أنهم أول من أعلنوا عن إضراب عام داخل مصانعهم فى 2006 وفى 6 أبريل 2008. وأشار إلى أن نجاح ثورتى مصر وتونس كان بسبب العمال؛ فعمال المحلة هم أول من قادوا إضرابا فى البلاد وتلاهم إضراب عمال مصنع الأسمنت فى السويس الذى كان يصدر الأسمنت إلى إسرائيل لبناء الجدار العازل واعتبرت هذه الاضرابات وقتها «ثورة مصغرة». وأوضح فيسك أن نجاح الثورة التونسية واسقاط بن على يرجع إلى صحوة اتحاد العمال التونسى. وكتب فيسك فى صحيفة الاندبندنت أمس أن بطء الثورات فى سوريا واليمن وليبيا يعود إلى إقصاء العمال عن الحياة السياسية ففى هذه البلاد لا يوجد اتحادات عمالية ولا اتحادات للتجار. وخلال لقاء فيسك بأحد القيادات العمالية فى المحلة وهى وداد دمرداش قصت له قصة اضراب 6 أبريل الذى شارك فيه ثلاثون ألف عامل من مصنع الغزل والنسيج بالمحلة وكيف انتهى الاضراب إلى رفع رواتب العاملين بنسبة 40% بعد ثلاثة أيام من الاضراب. والتقى فيسك بعض الصحفيين خلال زيارته للمدينة أمس الأول وقصوا له كيف استخدموا مواقع التواصل الاجتماعى خلال اضرابى 2006 و2008 وكيف تصدى الأهالى لعنف الشرطة والبلطجة وكيف وقف المضربون أمام قنابل الغاز المسيل للدموع، والتعتيم الإعلامى التام كما قصوا مشاهد تكاد تطابق ال18 يوما التى أسقطت مبارك، بحسب فيسك.