قبل أن يمضى أسبوع واحد على انطلاق دراما رمضان أخذت الدعاوى القضائية فى محاصرة أغلب المسلسلات تارة بدعوى إساءتها لمهنة معينة وتارة أخرى باتهام بطلات العمل بارتداء ملابس مثيرة لا تناسب الشهر الكريم، ولم تخل قائمة الاتهامات من الخروج عن الثوابت الدينية بتجسيد آل بيت الرسول الكريم. أحدث الدعاوى القضائية أقامتها نقابة المعلمين ضد مسلسل «مسيو رمضان أبوالعلمين حمودة» واتهمته بالإساءة البالغة للمدرسين وتعمد إظهارهم بصورة غير لائقة. وقالت النقابة، فى دعواها، إن محتوى المسلسل لا يليق بمكانة المعلمين الرفيعة والدور العظيم الذى يقومون به فى تعليم وتربية النشء، مطالبين بوقف عرض المسلسل على القنوات الفضائية، وضمت الدعوى الفنان محمد هنيدى والمؤلف يوسف معاطى والشركة المنتجة للمسلسل. أما أكثر الدعاوى القضائية صخبا فكانت المتعلقة بمسلسل «الحسن والحسين» المثير للجدل، حيث أقام عدد من المحامين الدعوى أمام محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة طالبوا فيها بوقف عرض المسلسل واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية تجاه القنوات التى تبث المسلسل. وأوضحت الدعوى أن المسلسل يتضمن تجسيدا لشخصية عدد كبير من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومنهم الزبير بن العوام، والحسن والحسين، وأبوهريرة ومعاوية بن أبى سفيان وعبدالله بن الزبير، ويزيد بن معاوية. ووصف المدعون المسلسل بأنه يمثل عدوانا صارخا على مقدسات المسلمين حيث ينال من مكانة وقدسية الصحابة، مستندين على القانون الذى ينص على وجوب حصول أى مصنف فنى يتعرض للدين على موافقة مجمع البحوث الإسلامية وأن منح الموافقة على مسلسل أو فيلم سينمائى أو كتاب مطبوع هو من اختصاص إدارة البحوث والتأليف والنشر التابعة لمجمع البحوث الإسلامية. ولم يسلم المسلسل الكوميدى «نونة المأذونة» الذى تقوم ببطولته الفنانة حنان ترك من الملاحقة القضائية حيث اتهمت أمل سليمان عفيفى أول مأذونة فى مصر المسلسل أنه يظهرها فى صورة كوميدية ساخرة، بحسب ضرورات العمل الدرامى والمواقف لاستدرار ضحكات الجمهور. ورأت أن المسلسل يظهرها وهى ترتدى ملابس الرجال وترقص بينما تلقى الشرطة القبض عليها فى مشاهد أخرى وهذا ما يعد سخرية من أصحاب هذه المهنة المحترمة. ولفتت أول مأذونة إلى أنها سبق أن دخلت فى معركة قانونية حتى حصلت على التصريح من المحكمة بالعمل كمأذونة، وهو لم يكن مألوفا من قبل، وفتحت الباب لعمل المرأة فى هذا المجال، حتى بات عدد المأذونات 8، وخلال السنوات الثلاث التى عملت فيها مأذونة، لم تتعرض للمشاكل التى يسردها المسلسل. وكعادة كل عام مع مسلسلات السيرة الذاتية يواجه مسلسل «الشحرورة» الذى يتناول قصة حياة المطربة صباح دعوى قضائية من المطربة الكبيرة فيروز حيث طالبت بحذف كل المشاهد المتعلقة بها وبعاصى الرحبانى حتى إن وردت تحت أسماء مموهة. ورأت أن المشاهد والشخصيات المذكورة ليست سوى تزوير فاضح للوقائع واختلاق كاذب للأحداث وتشويه متعمد ومسىء لشخصيتى فيروز وعاصى الرحبانى وللأسف فإن كل ذلك يأتى فى عمل يحمل لقب صباح. وتحايلت أسرة المسلسل على اعتراضات فيروز بأن استبدلت اسم فيروز ب«روز» واسم عاصى ب«صاصى» خلال أحداث المسلسل، إلا أن هذا التبديل لم يرض فيروز. ويكمن الاعتراض الأساسى لفيروز على العمل فى المشهدين اللذين تظهر فيهما.. فالأول يتمثل فى رفض صباح طلب عاصى الرحبانى للزواج منها، والثانى تقول فيه الصبوحة لفيروز «أتنبأ لك بأنك ستصبحين نجمة كبيرة فى المستقبل» بعد أن بدأت حياتها الفنية ككورس تغنى فى الكورال خلف صباح. ولاحقت الدعوات القضائية كذلك مسلسل «كيد النساء» حيث أقام محام مصرى دعوى قضائية ضد فريق العمل مطالبا المسئولين بوقف عرضه فى شهر رمضان بسبب احتواء العمل على رقصات وفساتين مثيرة لبطلتى العمل سمية الخشاب وفيفى عبده. وقال المحامى عبدالحميد شعلان صاحب الدعوى: «حرام مشاهدة مثل هذه المناظر فى شهر رمضان الفضيل»، مشيرا إلى أن المسلسل ملىء بالإثارة و«العرى والرقص» وهى نوعية من الأعمال يجب أن نبتعد عنها فى شهر رمضان. وأضاف أن القائمين على التليفزيون المصرى لابد وأن يعملوا بمبدأ التغيير فى كل شىء، وكما غيرت ثورة 25 يناير من أشياء كثيرة فلابد لنوعية الأعمال التى ستعرض فى شهر رمضان أن تتغير.