شهدت مدينة جرجا في محافظة سوهاج من صعيد مصر، في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، مشاجرات مسلحة بين عدد من الأهالي من قريتين تابعتين لمدينة جرجا. وأسفرت الاشتباكات عن خمسة قتلى بخلاف المصابين الذين تم نقلهم للمستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة، وقام عدد من أهالي المصابين بالاعتداء علي أطباء المستشفي العام، بينما قامت مجموعة أخرى من أهالي المصابين أيضًا باقتحام قسم شرطة جرجا وإصابة نائب المأمور. وبحسب رواية أحد شهود العيان، الذي قال: "الموضوع وما فيه إن واحد سائق توك توك من نجع عويس خبط واحد من جرجا، قام مسكوا في خناق بعض يوم الجمعة، وانضرب بتاع نجع عويس وأخذهم عسكري للبندر"، مما نجم عنه تصعيد للموقف بين أهالي العائلتين، "فذهب بلطجية من نجع عويس لأخذ صاحبهم من البندر وكسروا البندر كله وقاموا بإثارة الذعر في البلد"، ويضيف شاهد العيان "النهاردة السبت تم توزيع منشورات من بعض شباب جرجا بتجمعهم عند المحكمة ويكونوا جاهزين لأهالي نجع عويس"، وتابع قائلاً: "وسمع أهالي نجع عويس بكل هذه الاستعدادات وذهبوا إلى جرجا على الفور وبدءوا في إطلاق النيران بكثافة وولعوها". هذا وقد خلت الشوارع تماماً من المارة، وتم إغلاق كافة المحلات فيما استمر سماع دوي إطلاق النيران بالشوارع الرئيسية والجانبية للمدينة. وفي هذه الأثناء تدخلت أجهزة الأمن للسيطرة على الأوضاع، وصدرت أوامر بفرض حظر التجوال الليلة الماضية في بعض المناطق بمدينة جرجا وتحركت ثلاث سيارات أمن مركزي لمكان الاشتباك لتنفيذ القرار، وكذلك فإن اللجان الشعبية عادت من جديد لتأمين الشوارع، وقد أكد الحاكم العسكري لمنطقة الجنوب "وضع المدينة بدءًا من الغد في إجازة لكل المصالح الحكومية والخاصة حتى يعود الوضع لحالة الهدوء"، فيما استمرت أعمال الحرق والتحطيم التي امتدت لمصنع مكرونة "أميرة" بوسط المدينة ومحلات الموبليا المنتشرة في كافة أرجائها،كما ازداد إطلاق النار بين الطرفين مما أدى إلى اشتعال الموقف في القرى القريبة من مدينة جرجا. وعلى الصعيد نفسه، وصل مدير أمن سوهاج والحاكم العسكري إلى المدينة المشتعلة، فيما قامت مجموعة من الشباب بوقف حركة سير القطارات على خط الصعيد بسبب أعمال العنف، وعلى الفور كانت مجموعة من مدرعات القوات المسلحة قد سيطرت علي مداخل المدينة وعملت على تأمين خط السكك الحديدية تمهيدًا لفتحه مرة أخرى، ومن جانبها قامت القوات العسكرية والشرطية بتمشيط الشوارع وتعاملت مع البلطجية.