يواصل مفتى الجمهورية على جمعة حواره مع «الشروق» ويشير إلى وجود ثلاثة نماذج تسير عليها الدول، «إما دولة دينية أى الحاكم نائب عن الله مثل النظم التى كانت تحكم الأمم القديمة كالفراعنة وغيرهم وهذا النوع لا يعرفه الإسلام، والنظام الثانى الدولة التى تشترط إبعاد الدين عن كل شىء أى الدولة العلمانية، أما النظام الثالث فهى الدولة ذات المرجعية الإسلامية وهذا هو الأقرب للنموذج المصرى السائد منذ ما يقرب من قرن ونصف، مشيرا إلى أن هذا النموذج يتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية فتكون للدولة دستور ومؤسسات ومجلس شعب وقوانين وهيكل قضائى وإدارى. ويفسر على جمعة صفات الفكر المتطرف الذى تتسم به التيارات الدينية المتشددة وأن منها إنكار التفسير والمقاصد والمآلات والمصالح وأصحاب هذا الفكر يريدون تحويل فهمه للنص إلى دين. وحذر مفتى الجمهورية من سهولة أن يتحول التشدد إلى عنف والذى بدوره يتحول إلى صدام والصدام إلى فرض رأى بهذا العنف فيكون إرهابا. ويعدد المفتى أن من خصائص الفكر المتطرف سحب الماضى على الحاضر، ورفض الواقع وعدم إدراك مفرداته، ويعمل على تغيير هذا الواقع بقناعته الشخصية الماضوية، مضيفا «ومن هنا يأتى الصدام، كذلك هذا النوع من الفكر لا يهتم سوى بالظاهر لذلك تجد المنظومة الأخلاقية عنده باهتة جدا أو لا تكاد توجد لذلك نجد أصحاب هذا الفكر لديهم مشكلة فى تكوين الأسرة وتربية الأبناء ومشكلة مع الحياة ومشكلة مع الجمال...وهكذا». وعن صعود التيارات الدينية قال المفتى إنه فى ظل حرية التعبير التى تتمتع بها دولنا بعد تغير أنظمتها الحاكمة التى كانت تصادر بعض الآراء أصبح إبداء الرأى مكفولا للجميع على أن يكون ذلك فى حدود التعبير السلمى وليس باستخدام السلاح والعنف فيجب ألا نقيد على أحد حرية التعبير عن رأيه أما إذا لجأ للسلاح والعنف ساعتها يكون قد خرج عن هيكل المجتمع ويستحق الردع.. وفى نفس الوقت لا بد على جميع جهات المجتمع أن تستمع إلى المنهج الوسطى ورسالة الأزهر الشريف فالأزهر فصيل من فصائل المجتمع له رأيه الذى يريد أن يعبر عنه ولا يريد أن يصادره أو يقيده أحد. وتابع «أى نعرض منهجنا ويعرضون منهجهم بصورة متساوية بحيث لا نعطى لأى طرف فرصة أكبر من الآخر وعلى الشعب أن يختار إلى أى منهج سيتجه وأنا أعلم أن الشعب سيتوجه للمنهج الوسطى». وعن دوره فى لم شمل التيارات الإسلامية قال المفتى إنه أطلق مبادرة «كلمة سواء» دعا من خلالها جميع الفصائل والتيارات الإسلامية والمختلفين فى وجهات النظر أو فى مناهج التناول من أصحاب التيارات الإسلامية الصحيحة إلى الجلوس معا للحوار وبحث وتدارس القضايا التى تنهض بأمتنا ومواطنينا والوصول إلى المشترك والخروج على الناس ببرنامج واضح واتفاق قريب على أن يلتزم المشتركون بتقديم الوعى قبل السعى والبعد عن نقاط الخلاف التى لا تعنى أو تهم عموم الناس حتى نستطيع توحيد الكلمة وتحقيق صالح البلاد والعباد فالبحث عن المشترك بين المؤمنين هو الأساس الفكرى المتفق عليه الذى يمكن فى إطاره إنهاء الحوار دون تكفير حتى نتجاوز ما هو مختلف فيه.