الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، معتمرا الكوفية الفلسطينية، أوباما يصافح نظيره الإيرانى، محمود أحمدى نجاد، وخلفهما تفجير نووى.. صورتان أبرزتهما صحف «يديعوت أحرونوت»، «معاريف»، «هاآرتس» و«جيروزاليم بوست» الإسرائيلية قبيل خطاب الرئيس الأمريكى للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة. وتمثل هاتان الصورتان اتهامات بالعداء للسامية، أحدث الشواهد على تزايد الغضب بين الإسرائيليين من الرئيس أوباما لضغطه المتزايد على رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو،كى يوقف جميع الأنشطة الاستيطانية فى الضفة الغربيةالمحتلة، ويقبل بإقامة دولة فلسطينية. إذ نظم حوالى مائتى إسرائيلى من اليمين المتطرف مظاهرة أمام القنصلية الأمريكية فى مدينة القدسالغربية مساء الأربعاء، تلبية لدعوة من الحركة الاستيطانية اليمينية، الجبهة اليهودية الوطنية، بحسب «يديعوت أحرونوت». وحمل محتج صورة لأوباما معتمرا الكوفية الفلسطينية، وبجوارها عبارتا «مناهض للسامية، يكره اليهود»، وحمل آخر صورة مركبة تظهر أوباما وهو يصافح نجاد، وفى الخلفية تفجير نووى، فى اتهام له بالتساهل إزاء البرنامج النووى الإيرانى الذى تقول تل أبيب وواشنطن وحلفاؤها إن طهران تسعى من ورائه لإنتاج أسلحة نووية، وهو ما تنفيه الأخيرة. فيما حمل ثالث صورة لشخص يشبه أوباما وهو راكع ويرفع يديه بالدعاء كالمسلمين، وفى الخلفية علم الولاياتالمتحدة وقد وضع الهلال مكان النجوم التى تشير إلى عدد الولاياتالأمريكية. ومن آن إلى آخر يتهم منتقدو أوباما بأنه مسلم يخفى إسلامه، ويرد الأخير بأنه مسيحى يواظب على التردد على الكنيسة، وذلك على خلفية مولده لأب كينى مسلم وأم أمريكية كاثوليكية، وقضائه فترة من طفولته فى إندونيسيا، أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان. كذلك نصبت لافتة كبيرة قبالة القنصلية الأمريكية كتب عليها بالإنجليزية: «باراك حسين أوباما، لا تستطيع»، وذلك ردا على شعار «نعم، نستطيع» الذى رفعه أوباما خلال حملته الانتخابية. ورفع المحتجون لافتات مكتوبا عليها: «أوباما رئيس الولاياتالمتحدة وليس رئيس إسرائيل»، و«أرض إسرائيل للشعب الإسرائيلى»، و«لا تتاجر بإسرائيل». وخلال الاحتجاج، قال الناشط اليمينى المتطرف، إيتمار بن غفير، للقناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى: «من الواضح أننا وصلنا إلى الخط الأحمر، بل إن هذا الخط تم تجاوزه من جانب أكثر رئيس أمريكى عداء للسامية». وأضاف بن غفير: «مع دخوله (أوباما) البيت الأبيض لمسنا تغييرا متطرفا فى الأجواء مع إسرائيل، ونحن نرى اليوم الضغط الذى يمارسه من أجل تقليص البلاد. من يطالبنا بتفكيك البؤر الاستيطانية هو شخص منافق. فليخرجوا من واشنطنالمحتلة قبل أن يعظوننا حول القدس». ويتمسك الفلسطينيون بالقدسالشرقيةالمحتلة منذ حرب يونيو 1967 عاصمة لدولتهم المأمولة. فيما حرصت ناديا مطر من حركة «النساء بالأخضر»، إحدى حركات المستوطنين المتطرفين، على ترديد اسم والد أوباما (حسين)، مبررة ذلك بقولها: «يجب أن نذكر أنفسنا بأنه تلقى تعليما إسلاميا فى إندونيسيا». وهتفت رفيقتها غيما بليش: «باراك حسين أوباما، كلا، لا تستطيع. عشرون مستوطنة جديدة عام 2010، نعم نستطيع». مقابل تدنى شعبية الرئيس الأمريكى داخل إسرائيل، تتزايد شعبيته فى الشارع العربى، فقد كشف استطلاع للرأى أجراه معهد «جالوب» الأمريكى للأبحاث، أن شعبية أوباما فى الدول العربية أكثر ارتفاعا بكثير من شعبية سلفه، جورج بوش، الذى تبنى طيلة ثمانى سنوات سياسات متحيزة لإسرائيل أضرت بعلاقات الولاياتالمتحدة مع العالم الإسلامى. بل إن شعبية الرئيس الأمريكى فى عدد من الدول العربية تفوق بكثير شعبيته فى بلاده، بحسب استطلاع للرأى أجراه معهد «إيبسوس» الفرنسى على مصر والسعودية ولبنان والأردن والإمارات والكويت، وأظهرت نتائجه، التى نشرت الشهر الماضى، أن هناك تفاؤلا واسعا بين المواطنين العرب بأنه سيكون لأوباما تأثير إيجابى على بلادهم.