تواصلت عمليات الإدانة والرفض للأحداث الجارية في سوريا وذلك على ضوء العمليات التي شنها الجيش السورى اليوم الأحد في مدن حماه ودير الزور وأبو كمال مما أدى إلى مقتل أكثر من مائة شخص فقد أدانت فرنسا استمرار وتصاعد وتيرة العنف والقمع في سوريا. وأكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه -في تصريح له اليوم بهذا الصدد- أن المسئولين السياسيين والعسكريين والأمنيين في سوريا لا بد وأن يعلموا "إنهم - و أكثر من أى وقت مضى - سيتحملون مسئولية أفعالهم". وأوضح جوبيه أن استمرار أعمال العنف والقمع والفظائع التي ترتكب ضد السكان المدنيين في سوريا "أمر لا يمكن السكوت عليه خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك"..مشيرا إلى أن هذه العمليات لن تؤدى سوى إلى مزيد من عدم الاستقرار والعنف فى أنحاء البلاد". وقال مسؤول بالسفارة الأمريكية اليوم الأحد إن السلطات السورية شنت حربا على شعبها بمهاجمة مدينة حماة في محاولة لسحق المظاهرات المطالبة بالديمقراطية. وقال جيه.جيه. هاردر الملحق الصحفي لرويترز عبر الهاتف "إنها (السلطات السورية) يائسة. السلطات تتصور أن بامكانها بطريقة ما اطالة مدة وجودها بالضلوع في حرب شاملة ضد مواطنيها." ووصف الرواية السورية الرسمية لأعمال العنف "بالهراء". وكانت وكالة الأنباء السورية ذكرت أن الجيش داهم حماة لتطهيرها من مجموعات مسلحة تطلق "النيران المكثفة لترويع الأهالي". كما استنكر رئيس الوزراء اللبنانى السابق سعد الحريري ما اسماه المذبحة التي تتعرض لها مدينة حماة السورية وسائر أعمال القتل الدموية التي تشهدها حمص وأدلب ودير الزور ودرعا والعديد من المدن والمناطق السورية على أبواب شهر رمضان المبارك، ومعتبرا أن مثل هذه الأحداث الدموية هي بالتأكيد تتعارض مع كل النوايا التي تريد لسوريا الشقيقة وشعبها الأبي تجاوز المحنة التي يعترض لها حاليا. وقال الحريرى في بيان وزعه مكتبه الإعلامي إن الصمت بكل مستوياته العربية والدولية إزاء ما يحدث في سوريا وتحديدا في مدينة حماة التي سبق لها وتعرضت لأبشع المجازر بحق أبنائها في ثمانينات القرن الماضي، لا يؤسس للحلول المطلوبة، بل يدفع باتجاه إزهاق المزيد من أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق. كما اعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي اليوم الاحد عن "الصدمة العميقة" ازاء الهجوم العسكري السوري على حماة الذي اوقع نحو 95 قتيلا حسب ناشطين حقوقيين، ودعا الى تعزيز العقوبات على النظام السوري. وقال الوزير الالماني في بيان "ان الذي نشهده اليوم في سوريا صدمني بشدة". واضاف "ان الحكومة الالمانية تطالب الرئيس الاسد بوضع حد فوري لاعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين". وتابع البيان في اشارة الى الرئيس السوري "وفي حال لم يبد استعداده لتغيير اساليبه سنفرض عقوبات جديدة مع شركائنا الاوروبيين". واكد البيان ايضا ان المانيا "تبقى مقتنعة تماما بان على مجلس الامن التحرك ازاء اعمال العنف هذه ولن نحد من جهودنا لاقناع الدول المترددة" في اشارة الى روسيا والصين بشكل خاص. كذلك دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماة الاحد، معربا عن مشاعر "الاستياء الشديد" للهجوم الذي ياتي عشية بداية شهر رمضان. وقال هيغ في بيان "اشعر بالاستياء الشديد للتقارير بان قوات الامن السورية اقتحمت مدينة حماة بالدبابات وغيرها من الاسلحة الثقيلة صباح اليوم (الاحد) مما ادى الى مقتل العشرات". واضاف "ان مثل هذه الاعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلميا باعداد ضخمة في المدينة منذ عدة اسابيع، غير مبررة". وقال انه "يبدو ان الهجوم هو جزء من جهود منسقة في عدد من المدن السورية لمنع الشعب السوري من الاحتجاج قبل رمضان. ومما يزيد من مشاعر الصدمة تجاه هذه الهجمات انها تجري عشية بدء شهر رمضان". وفي تحذير للاسد قال "الرئيس الاسد مخطئ اذا اعتقد ان القمع والقوة العسكرية ستنهي الازمة في البلاد. يجب ان يوقف هذا الهجوم على شعبه".