من يمتلك أى مقتنيات ذهبية فى الوقت الحالى، لا يجب أن يفرط بها، «فمن المرجح أن تواصل أسعار الذهب فى مصر ارتفاعها لتصل إلى مستويات قياسية خلال الأشهر المتبقية من السنة الحالية»، بحسب قول رفيق عباسى، رئيس شعبة الذهب والأحجار الكريمة فى اتحاد الغرف التجارية، مبررا ذلك ب«الاضطرابات الاقتصادية العالمية الحالية». وقد شهدت أسعار الذهب المحلية ارتفاعات قياسية جديدة خلال تعاملات الأربعاء، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 24 مبلغ 311 جنيها، بينما صعد سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 272.86 جنيه، وسجل سعر جرام الذهب عيار 18 ما يقرب من 233.88 جنيه، كما ارتفع سعر الجنيه الذهب إلى 2182.85 جنيه. وبرغم انخفاض أسعار الذهب نسبيا أمس ليبلغ سعر الجنيه 2121 جنيها، بينما سجل عيار 24 سعر 303.5 جنيه، وعيار 21 بلغ 265 جنيه، «إلا أن هذا ليس إلا مجرد تذبذب طبيعى، فبينما يتراجع الذهب 2 أو 3 جنيهات فى يوم، فإنه يرتفع ما بين 5 و8 جنيهات فى أيام أخرى»، يوضح عباسى، مؤكدا أن اتجاه أسعار الذهب فى المجمل تصاعدى. وليس من المتوقع، بحسب عباسى، أن تسجل أسعار الذهب أى انخفاض فى الفترة القادمة نتيجة الاضطرابات التى تشهدها بعض الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة، ف«كلما يحدث أى هزة فى الاقتصاد يتسارع الناس على اقتناء الذهب كونه الاستثمار الأكثر أمانا حاليا، ومن ثم يزداد الطلب عن العرض وتواصل الاسعار ارتفاعها». ويتفق على السرجانى، الجواهرجى، مع هذا الرأى، مشيرا إلى أن أسعار الذهب سجلت رقما قياسيا جديدا يوم الأربعاء الماضى للمرة السادسة على التوالى فى أسبوعين فقط فى بورصة نيويورك، و«الأمر لن ينتهى عند هذا الحد»، بحسب قوله، مؤكدا استمرار الارتفاعات طالما أن هناك قلقا بمنطقة اليورو، بالإضافة إلى مخاوف من عدم قدرة الولاياتالمتحدة على تفادى التخلف عن سداد الديون، مما يجعل الدول تسعى لتحويل غطائها النقدى للذهب تحوطا للوقوع فى أى أزمات مالية نظرا لتذبذب العملات. وبحسب عباسى، فإن هذه الارتفاعات الكبيرة والمتواصلة فى أسعار الذهب، «أطفأت بريقه فى أعين المصريين لأنه أصبح فى غير متناول شرائح كثيرة من الشعب»، بحسب قوله. نبيل جورج، جواهرجى، يقول: «إذا قمت بجولة سريعة فى شارع الصاغة بوسط البلد أو سليمان جوهر بالدقى أو ميدان الجامع بمصر الجديدة أو غيرها من المناطق المشهورة ببيع الذهب، تدرك على الفور حالة الركود الذى أصاب سوق الذهب، فلم يعد لمعان هذا المعدن الأصفر قادرا على جذب المستهلك المصرى فى ظل ارتفاع أسعاره ووصوله إلى معدلات قياسية، بل بالعكس بادر الكثير فى ظل الظروف الحالية وانخفاض الدخل إلى بيع بعض المقتنيات التى كانوا يدخرونها لتلبية احتياجاتهم».