على طريقة دفن جثمان خالد سعيد دفنت، اليوم الثلاثاء، "سرا" آخر شهداء الثورة بالإسكندرية الشهيدة هدى محمد السيد الطهطاوي 17عاما، وذلك بمقابر الخليفة بالقاهرة، بالرغم من ترويج شائعات بتأجيل مراسم دفنها إلى يوم الجمعة القادمة. وكان مواطنو الإسكندرية وأهالي الشهداء وعدد من النشطاء السياسيين وحشد كبير من وسائل الإعلام، قد انتظروا تشييع الجنازة، اليوم الثلاثاء، بمقابر المنارة بالإسكندرية بعد صلاة العصر، وتعرض الإعلاميون والصحفيون وأهالي الشهداء الذين حرصوا على تشييع آخر شهداء الإسكندرية والصلاة عليها تكريما لها ولروحها الطاهرة، إلى حملة تضليل متعمدة لعدم معرفة توقيت مراسم الدفن. وفى أول تصريح لشقيق الشهيدة خص به "الشروق" أكد وليد محمد عملية دفن شقيقته سرا، مبررا حالة التعتيم على مراسم تشييع الجنازة إلى تعرضه لضغوط وتهديدات بالقتل، نافيا قيام أحد من المسؤولين بالحكومة أو القوات المسلحة بالضغط عليه من أجل هذا الأمر. وقال وليد "أنا كنت عايز أدفن أختي، وإكرام الميت دفنه، وبصراحة الإعلام كان بيضغط عليه والمجلس العسكري وعدني إنه هيجيبلي حق أشقائي"، مؤكدا أنه "تم اتخاذ الإجراءات القانونية كافة، حيث سأتقدم ببلاغين إلى النائب العام ضد قاتل أشقائي "هدي وإبراهيم". وحول أجواء المشهد بالإسكندرية قبل إعلان هذا الخبر حتى هذه الساعة، ما زال يقف أمام البوابة الرئيسية لمدافن المنارة حشود كبيرة من المواطنين الذين أرادوا تكريم آخر شهداء ثورتهم بالإسكندرية والصلاة عليها. يذكر أنه تزامن مع انتظار مواطني الإسكندرية وأهالي الشهداء والصحفيين لمراسم تشييع جنازة الشهيدة، وقفت تشريفه بالزى العسكري لأفراد الشرطة فضلا عن تواجد عدد من ضباط الشرطة بمديرية أمن الإسكندرية. وللوهلة الأولى ظن جميع الحاضرين أن تلك التشريفة ستكون في انتظار شهيدة الإسكندرية آخر شهداء ثورة 25 يناير، ولكن تبين عدم صحة هذا الأمر، حيث اتضح في نهاية المطاف أنها تخص جنازة شقيقة أحد لواءات الشرطة بالإسكندرية. خبر إعلان دفن الشهيدة سرا على طريقة خالد سعيد، رصدته "الشروق" منذ لحظات وبات من المتوقع أن يتسبب هذا الخبر في صدمة كبيرة لمواطني الإسكندرية تطرح علامات استفهام وتساؤل يقول ما هو الذي غيرته الثورة حتى الآن! يأتي هذا الأمر بعد أن ظلت الشهيدة في مستشفى الميرى - جامعة الإسكندرية، دون القدرة علي علاجها، إلى أن تم نقلها لمستشفى دار الشفاء بالقاهرة، وتوفيت "الشهيدة" داخل المستشفي نتيجة تسوس صدرها من الرصاصة المستقرة لمده 6 أشهر. وكانت "الشروق" قد نشرت تقرير الطب الشرعي الصادر عن مكتب المنشية، والذي حرره الدكتور طارق خميس جمعة في 25 يناير 2011 بمشرحة كوم الدكه، يفيد بان الشهيد إبراهيم محمد السيد الطهطاوي توفي في الحال نتيجة طلق ناري عبارة 3 رصاصات ميري أحدهم بالرأس واستقرت داخل الجمجمة، ورصاصتين بالرئة 4.2 سم استقرت داخل الرئة، و4 كدمات بالوجه وتمزقات بالقدم نتيجة سقوطه علي الأرض، وأكد التقرير خلو جثمانه من أي أمراض والشهيد لا يتعاطى أي مواد مخدرة ولا يوجد بجسمه أي تشوهات أو أوشام.