1فادية.. «الطواف» صلاة يومية فى الميدان «حاسة إن إسرائيل بتخرب فى البلد». تتحدث الحاجة فادية بناء على حلم رأته قبل 5 سنوات، وحاولت إبلاغ القيادة السياسية به: «اتصلت بالنجدة، قالوا لى معاكى تقول الريس مبارك، اتصلى وقولى له». كل يوم، تستيقظ فادية قبيل الفجر، تصلى الفرض، وتتلو التسابيح، ثم تنزل الميدان. «الميدان ده فرض جهاد كل يوم، بحس إنى عملت حاجة، وبسمع الكلام اللى بيتقال إن اللى فى الميدان بلطجية وعملاء، وعايزة اقول لهم والله غلابة، كل دول من فئات الشعب». والد فادية شارك فى حربى فلسطين واليمن، وتطلب فادية من المصريين أن ينزلوا ميدان التحرير لحماية مستقبل أبنائهم: «لو احنا متنا، ولادنا هيعمروا ويبنوا البلد». 2 أحمد.. ضحية «الداخلية» والقذافى «الميدان اتقسم أحزاب وخيم، لو الحكومة اتفقت مع الناس دى وسابونا، احنا الغلابة هنضيع». يفرش أحمد عبدالناصر قميصه على رأسه ورقبته ليتقى حرارة الشمس، «الداخلية هى السبب فى كل اللى حصل لى»، يلقى أحمد مسئولية شقاء عمره على وزارة الداخلية. قبل خمس سنوات، كان الفتى مجندا فى الأمن المركزى: «قبل ما ياخدونا عملوا علينا كشوفات طبية، تلاقى الدكتور يحط السماعة على قلبك، ويقول لك ياللا، هو كربان وعايز يشوف غيرك». و«كربان» فى قاموس أحمد الصعيدى تعنى «مستعجل». «أنا عندى أملاح فى إيدى، ماجدرش (ما قدرش) أمسك سلاح، أخدت 3 شهور ذل وبهدلة فى معسكر مبارك، زجونى (سقونى) المر اللى عمرى ما ريته (شفته)، خدت بعضى ورحت قوات أمن الوادى الجديد، بعد ما وزعونا». فى معسكر الوادى الجديد، اختير أحمد ليكون طباخا فى مطبخ الكتيبة. وبإلحاح صعيدى «ناشف الرأس» طرق المجند أبواب كل القادة هناك، بدءا من ضابط وحدته، وحتى قائد الكتيبة: «يجولوا (يقولوا) لى مش الظابط وزعك فى المطبخ؟ طب اسمع الكلام». اضطر الفتى لترك خدمته، وكانت النتيجة حبسه خمسة أيام: «قال لى إنت متمنِّع عن توكيل الطعام للعساكر، قلت له يا باشا مش متمنع، ازاى أنا عندى أملاح فى إيدى وأطبخ للعساكر، قال لى زى ما عقولك اسمع الكلام وفوت ع المطبخ». سافر أحمد بعدها إلى ليبيا، لكن الثورة ضد القذافى، وتوابعها، أجبرته على العودة لمصر: «أنا لما سبت مصر كنت حالف ما انا رادع (راجع) لها تانى، بس حاببها، مش جادر (قادر) على بعدها، بس بصراحة، هى مبتحبناش» 3 علاء.. مثقف «ناجح ابتدائية» طلقة خرطوش أصابت علاء فى ساقه يوم 28 يناير، كما يقول، حولته إلى مصاب، ثم ثائر، ثم معتصم فى ميدان التحرير، منتظرا أن «حال البلد يتعدل، قبل كده مش ماشيين». الفتى السوهاجى جاء إلى القاهرة بحثا عن عمل، قبل الثورة بشهر، لم يكمل تعليمه، فقد خرج مبكرا ليلتحق بعمل يتيح له إعاشة نفسه، أكمل ال38 من العمر ولم يتزوج: «أتجوز منين؟ هو أنا لاقى شغل؟». يدخل علاء فى حوار مع أحد جيران الميدان عن الثورة، يبدو ملما بالأحداث، يسرد منها ما يؤكد رؤيته بأن «المجلس العسكرى ما حماش الثورة، كان بيحمى نفسه، احنا حنضحك على بعض؟». علاء باق فى الميدان حتى تتحقق مطالب الثورة: «مطالبى هى المرفوعة دى فى اليفط دى كلها، وأولها مجلس رئاسى». (عنبة) على باب التحرير : التفتيش للجميع