أكد الدكتور أحمد عكاشة- أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، أن السلطة لا تكون مرضاً نفسياً إذا كان هناك مساءلة، وإذا لم يكن هناك حساب للمسئول وطالت مدة توليه منصب الحاكم يحدث لديه ما يسمى في علم النفس بمتلازمة الغطرسة، لأن المسؤول الذي يتولى منصب مدة طويلة يحدث لديه توحد مع المنصب، ولكن كل دساتير العالم والقوانين العادلة تشير إلى أنه يجب ألا يظل المسئول على الكرسي أكثر من 3 أو 4 سنوات، طول مدة السلطة تغير من شخصية الحاكم في أي مكان في العالم. وأشار عكاشة، في لقاء مع برنامج "الحياة اليوم" على تلفزيون الحياة، إلى أن الاكتئاب يزيد لدى أي شعب إذا كان هناك فقر وبطالة وكبت حرية، لكن ثورة 25 يناير وهى ثورة الكرامة المتميزة المتفردة والتي قام بها المصريون والمثقفون والشباب أزالت الاكتئاب وأعطت المصريين الأمل، غير أن الأزمة في الانفلات الإعلامي الذي هو أخطر من الانفلات الأمني والذي يجبه الانفلات الأخلاقي. و يوضح أن عدم مصداقية الإعلام أصابت المصريين بحالة من عدم الأمن وتشوش الفكر وفقد الثقة وضبابية المستقبل، مضيفًا أن ما يحدث الآن لا علاقة له بما قام به شباب ثورة 25 يناير من قدوة في العمل الجماعي وتحمل المسئولية وهو ما أذهل العالم، أما ما ركب هذه الثورة الآن من أجندات خاصة وتفتت وبلطجة فهو ما يجب التعامل معه بحزم وشفافية ورؤية مستقبلية ليكون ذلك هو هدفنا الأول ليعقبه محاسبة الفاسدين، فالهدم أسهل كثيرًا من البناء.