أثارت السيرة الذاتية للفنان البريطاني الراحل بيتر بوستلوايت، التي ظهرت مؤخرا بعنوان "مشهد من تراب"، اهتمام الصحافة الثقافية في الغرب بممثل وصفه المخرج الهوليودي الشهير ستيفن سبيلبيرج يوما ما بأنه "أفضل ممثل في العالم". وفيما عرف هذا الممثل السينمائي والمسرحي الكبير بعشقه لأعمال شكسبير، يقول الناقد بيتر براد شاو أن هذه السيرة تذكرنا برائحة الفقدان لفنان مثقف من الطراز الأول، مشيرا إلى أن بيتر بوستلوايت عكف على كتابة سيرته حتى مشارف النهاية، واللحظات الأخيرة قبيل أن يودع الحياة. وقضي الممثل البريطاني بيتر بوستلوايت في مطلع العام الحالي، عن عمر يناهز 64 عاما، بعد مسيرة فنية حافلة أهلته للترشيح لجائزة الأوسكار، فيما حاز، وهو المنحدر من عائلة تنتمي للطبقة الكادحة، على وسام الإمبراطورية البريطانية من المرتبة فائقة الامتياز عام 2004. ولاحظ بيتر براد شاو، في صحيفة الجارديان، أن بوستلوايت نسج سردا فاتنا، وهو يكتب سيرته الذاتية، غير أنه نوه بأن هناك حاجة "لقراءة ما بين السطور" في هذا الكتاب، بقلم الفنان المثقف الذي "يلمح أحيانا دون أن يصرح". وكان بوستلوايت قد رشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عام 1994، وذلك عن دوره في فيلم "باسم الأب"، كما تميز بنشاطه السياسي، وشارك في المظاهرات الرافضة للحرب ضد العراق، ومساندته لحملات مكافحة الفقر.