اعتبر رؤساء الدول الأفريقية الذين يشاركون في قمة تعقد في مالابو، اليوم الجمعة، أنه يجب استبعاد الزعيم الليبي معمر القذافي من المفاوضات لإخراج ليبيا من الأزمة. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال رمضان العمامرة، مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، كما جاء في الوثيقة الختامية التي تمت الموافقة عليها في القمة 17 للاتحاد الأفريقي بعد مشاورات استمرت ساعات، "يجب ألا يشارك القذافي في المفاوضات". وقال العمامرة إن رؤساء الدول اتفقوا على "اتفاق إطار". وبموجب الاتفاق، سيرفع وسطاء الاتحاد الأفريقي، أي جنوب أفريقيا والكونغو ومالي وأوغندا وموريتانيا، هذه الوثيقة إلى "الطرفين الليبيين، أي حكومة الجماهيرية الليبية والمجلس الوطني الانتقالي". وأضاف العمامرة: "هذا نجاح كبير. استغرق الأمر وقتا طويلا، لكننا في الطريق القويم. وقد أدلى الجميع برأيه". ولم يشأ الإدلاء بتعليقات إضافية، لأن مؤتمرا صحافيا حول الموضوع سيعقد لاحقا. وأفاد مصدر مقرب من الاتحاد الأفريقي بأن قادة القارة يدرسون "مقترحات حول اتفاق إطار لحل سياسي في ليبيا" أعدتها لجنة وسطاء الاتحاد (جنوب أفريقيا، الكونغو، مالي، أوغندا، موريتانيا). وتشمل المقترحات وقف إطلاق النار فورا، وتمكين الفرق الإنسانية من الوصول إلى المدنيين وعملية انتقالية باتجاه انتخابات ديموقراطية ونشر قوة دولية. وأوضح المصدر أن "العملية الانتقالية يجب أن تكون توافقية وشاملة، أي يجب أن يكون جميع الأطراف بمن فيهم القذافي موافقين عليها ويشاركون فيها". وشكل الملف الليبي محور مناقشات القمة التي تختتم أعمالها الجمعة. ولم يتمكن رؤساء الدول من تبني موقف مشترك الخميس، وأنهوا اجتماعهم في الساعة الأولى فجر الجمعة (صفر ت غ) من دون التوصل إلى اتفاق. وأجروا الجمعة أيضا مناقشات استمرت ساعات من أجل التوصل إلى اتفاق. وقال مصدر دبلوملاسي إن "25 شخصا تناوبوا على الكلام" خلال المناقشات "التي كانت حادة". وقال منصور سيف النصر، منسق المجلس الوطني الانتقالي في فرنسا، أمس الخميس، في مالابو، "الجميع في الاتحاد الأفريقي موافق على تنحي القذافي. البعض يقول ذلك علنا، والبعض لا يقوله". إلا أن وفودا كثيرة رفضت التخلي عن القذافي الذي يقدم مساعدات مالية لعدد كبير من البلدان الأفريقية، و"تضامنا مع رئيس" دولة، كما قال دبلوماسي الجمعة. وفي موسكو صرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، اليوم الجمعة، بأن فرنسا أبلغت الحلف الأطلسي ومجلس الأمن الدولي بتسليمها الثوار الليبيين أسلحة. ولفت الوزير ردا على سؤال بشأن الانتقادات الروسية لتسليم اسلحة للثوار في ليبيا "لم نخرج عن إطار قرارات مجلس الأمن" الدولي. وأضاف: "لقد أبلغنا مجلس الأمن وشركاءنا في الحلف الأطلسي" هذا الأمر. وتابع جوبيه: "لدينا خلافات حول هذه النقطة (مع روسيا)، وهذا لا يمنعنا من العمل معا". وبدا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته منتقدا لتسليم أسلحة فرنسية للثوار في ليبيا الذين يقاتلون نظام القذافي، وندد ب"التفسيرات" المختلفة لقرار الأممالمتحدة الرقم 1973 الذي يتيح اللجوء إلى القوة لحماية المدنيين. وقال "هناك موقف دقيق جدا حاليا، إذ يمكن تفسير (القرارات بشان ليبيا) كيفما كان". وأعرب الثوار الليبيون عن "عميق امتنانهم" لفرنسا. وقال عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مساء الخميس: "ما من شك في أن الليبيين في جبال نفوسة (غرب) يعيشون اليوم بأمان بفضل شجاعة وبطولة الثوار، وأيضا بفضل حكمة فرنسا ودعمها".