*فابريجاس وجيرارد وكيفن نولان ثلاثة لاعبين تمريراتهم دقيقة بنسبة 80% *باولو مالدينى كان معدل انقضاضه مرة واحدة في المباراتين لبراعته فى التمركز *ماثيو فلامينى كان يجرى 14 كيلومترًا في المباراة.. لكنه لم يقنع أرسين فينجر.. لماذا؟ طرحت عشرة أسئلة، وطلبت الإجابة عنها، وتفاعل معها القراء، وتكرر اكتشافي أن هناك شبابا وملايين من عشاق كرة القدم يتصلون بالعالم، ويتابعون كل ما هو جديد، ويقرأون صحفا، ويقرأون المباريات أيضا، وهم يتعاملون مع اللعبة كما يتعاملون مع الحياة، بجدية ويستمتعون بذلك..وأنه ليس حقيقيا أن التهريج والتسطيح يمكن أن يصنعا المتعة..وليس حقيقيا أبدا أن جمهور كرة القدم هو هذا الجمهور الصاخب والغاضب دائما.. «قراء الشروق» شكرا لكم.. نظرا لضيق المساحة، وللأحداث الساخنة والملتهبة في الدوري الممتاز، أضطر إلى تقسيم الأسئلة وإجاباتها، وقد كانت الأسئلة الخمسة الأولى على النحو التالي: كيف تشترى لاعبا يتميز بتمريراته الدقيقة بنسبة 80%؟ ما هو الفارق بين الفرق الكبرى والصغيرة داخل الملعب؟ هل هناك قيمة لنسبة الاستحواذ وهل تؤثر تلك النسبة على مستوى الفريق؟ إذا كان لديك أحد اللاعبين ووجدته يجرى في المباراة الواحدة 14 كيلومترا فهل ذلك دليل على قيمته الفنية كلاعب وما الذي يحدد القيمة الفنية أصلا؟ يتحدث النقاد والخبراء كثيرا عن أهمية الانقضاض.. فهل هي ظاهرة صحية أن يكون اللاعب كثير الانقضاض أم العكس؟ هذه الأسئلة وإجاباتها من وحى مقال جميل ومهم للكاتب سيمون كوبر في صحيفة الفايننشيال تايمز بعنوان «لعبة الأرقام».. وهذا المقال يضع صورة الرياضة عموما في حاضرها وفى المستقبل، ولعل بعض معلوماته تفيد الذين مازالوا يلعبون في الماضي. اهتمت العديد من الدول بهذا الأمر، حتى أنه في كرة القدم الإنجليزية هناك 32 مليون معلومة تحليلية على ما يقرب من 13 ألف مباراة..ولأن الكرة لعبة ديناميكية، فإن الأرقام لا تفرز الحقيقة دائما ، لكنى ألفت النظر إلى نقطة مهمة، وهى أن الإجابات تعنى بما هو غير معروف أو خفي نسبيا، ولا تتعرض للبديهيات، مثل المهارات، وتعدد أساليب اللعب في الفريق الواحد، والأداء الجماعي واللياقة البدنية، واللعب تحت الضغط، وتغيير إيقاع اللعب..وغير ذلك من كل ما هو معلوم، فالإجابات هنا تتعلق بما قد يكون خافيا.. السؤال الأول: كيف تشترى لاعبا يتميز بتمريراته الدقيقة بنسبة 80%؟ الإجابة: لو كنت تبحث عن لاعب يتميز بتمريراته الدقيقة في ملاعب الكرة المصرية فسوف تسأل وكلاء اللاعبين، وسوف يتعجب معظمهم من النسبة التي تطرحها، وسوف يطول بك البحث، وقد تنتهي إلى لاعب يحمل بعض المواصفات التي في خيالك وحسب حاجة فريقك، وهذا هو اللعب في الماضي، وعدم التطوير واعتماد الأساليب الحديثة في تقييم اللاعبين.. لو كنت تبحث عن هذا اللاعب فى الكرة الإنجليزية، فيكفى أن تضغط على جهاز الكمبيوتر، ليظهر لك ثلاثة أسماء، الأول هو اسم فابريجاس لاعب أرسنال، والثاني ستيفان جيرارد لاعب ليفربول، ومعهما كيفن نولان لاعب نيوكاسل الأسبق، ووستهام حاليا.. السؤال الثاني: ما هو الفارق بين الفرق الكبرى والصغيرة داخل الملعب؟ الإجابة: هناك أربعة فرق كبرى في الدوري الإنجليزي تحتكر البطولات تقريبا منذ 25 عاما وهى مانشستر يونايتد، وأرسنال وتشيلسي وليفربول ، وأثبتت الأرقام أن مستوى دقة التمرير في الثلث الأخير من الملعب من أهم ما يميز هذه الفرق، كما أن الفريق الذي لا تزيد نسبة الأخطاء التي يقع فيها على متوسط من 15 إلى 18% خلال المباراة الواحدة، فإنه غالبا فريق لا يقهر..وهذا بجانب الأمور البديهية، مثل المهارات، والسرعات، وتعدد التكتيكات، وأساليب اللعب.. السؤال الثالث: هل هناك قيمة لنسبة الاستحواذ وهل تؤثر تلك النسبة على مستوى الفريق؟ الإجابة: الاستحواذ مهم.. ولكنه الاستحواذ الإيجابي. وهو السيطرة والتمرير إلى الأمام واختراق دفاعات المنافس. ولا تنسوا أن كرة القدم مثل الحرب، فهدف كل فريق هو احتلال أرض الخصم وإجباره على التراجع، لكن لا يكفى ذلك، فلابد من هز الشباك.. السؤال الرابع: إذا كان لديك أحد اللاعبين ووجدته يجرى في المباراة الواحدة 14 كيلومترا فهل ذلك دليل على قيمته الفنية كلاعب وما الذي يحدد القيمة الفنية أصلا؟ الإجابة: في عام 2004 كان أرسين فينجر يرغب في ضم لاعب يجرى كثيرا ويغطى أكبر مساحات الملعب، وهو ما يترجمه عدد ما يقطعه من كيلومترات، فاتجه إلى الفرنسي باتريك فييرا.. لكنه وجد في هذا الإطار أن هناك لاعبا يقطع 14 كيلومترا في المباراة الواحدة، وهو لاعب مارسيليا السابق ماثيو فيلامينى..وقرر فينجر مراقبة اللاعب جيدا كي يقرر، فهو لم يكتف بالأرقام، وكان ما يشغله هل يجرى فيلامينى فى الاتجاه الصحيح؟ وهل يفيد فريقه بتلك المسافة التي يقطعها، وماذا عن مهارات كرة القدم التي يملكها والسرعات؟ ملاحظة: لم يتم الاتفاق مع فيلامينى وفيما بعد انتقل اللاعب إلى ميلان.. السؤال الخامس: يتحدث النقاد والخبراء كثيرا عن أهمية الانقضاض.. فهل هي ظاهرة صحية أن يكون اللاعب كثير الانقضاض أم العكس؟ الإجابة: مفاجأة، إذ تقول الأرقام والإحصائيات أن باولو مالدينى ظهير إيطاليا الأشهر كان معدل انقضاضه على الخصم مرة واحدة في المباراتين. لأنه يتوقع الكرة، ويتمركز جيدا..! .. ونستكمل فيما بعد إن شاء الله بقية الأسئلة وإجاباتها.. ولنا ملاحظة خارج الموضوع: ما يجرى في ساحة الكرة المصرية هو عبارة عن مجموعة من الجرائم، وتشويه لرياضة جميلة يحبها الملايين ، يجسد هذه الكلمات تلك الاعتداءات على أتوبيسات الفرق، والسباب الجماعي، والعنف، والمحاولات المستميتة التي تجرى لإفساد المسابقة، والرغبة المحمومة في الفوز نزعا وخطفا، والتعصب القميء الذي يصنع الكراهية، والإعلام المريض الذي يبث الأحقاد ويشعل النار.. وقد قلنا من قبل ألف مرة أن تلك الفوضى لن يوقفها إلا القانون الصارم الحازم..ومن أسف أن البعض يتاجر ويزايد بالبلطجة، والبعض يهدد بها، ولا أحد يعاقب أو يحاسب، وأرى العديد من الأحداث التي يتجاوز فيها المتجاوزون الخطوط الحمراء، دون أن يمسهم عقاب واحد.. فكيف تنتظرون أي إصلاح أو تهذيب؟ تلقيت شكوى من أولياء الناشئين الذين شاركوا في بطولة الجمهورية للخماسي الحديث، وكان مضمونها إقامة مسابقات السباحة في إستاد القاهرة، وهو يبدو كأنه منطقة نائية في صحراء جرداء بلا ماء وبلا طعام، لدرجة أن أولياء الأمور يضطرون للسفر خارج الإستاد لشراء ما يلزم من مياه وطعام لأبنائهم.. قد يبدو ذلك من الأمور الثانوية عند مقارنته بما يجرى في ملاعب أم اللعبات كرة القدم.. لكنى أراها مسألة خطيرة ومهينة وعينة لعدم احترام المواطن المصري مهما كانت الأسباب والمبررات..؟!