لكي تكون قائدًا عليك التحلي بأقصى درجات الحكمة وضبط النفس، خاصة في أوقات الشدائد .. فالقائد يكتسب ود ووقار من يقودهم بردود أفعاله الصارمة والمتزنة في الظروف الصعبة، وليس بتهوره مع أول تجربة صعبة يمر بها في مسيرته. ربما تفسر هذه المقدمة البسيطة الفارق بين مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي، ونظيره حسام حسن المدير الفني للزمالك خلال الفترة الأخيرة، والتي أدت لنجاح المدرب البرتغالي في التسلل نحو منافسه، وانتزاع صدارة الدوري لأول مرة هذا الموسم قبل خمس مراحل من نهاية المشوار. مر جوزيه وحسام حسن بفترات عصيبة في مباريات الدور الثاني للدوري، مع اشتعال المنافسة بين القطبين .. تعامل الأول مع "عناد" منافسيه بكل مكر ودهاء، ولكن خبرة حسام حسن الذي يخطو خطواته الأولى في عالم التدريب "خانته" عند مروره بمواقف شبيهة. فضح طارق سليمان المدرب العام للزمالك "أسرار وكواليس" ما قاله حسام حسن للاعبيه في غرفة خلع الملابس بعد الهزيمة أمام الجونة، حيث قال في المؤتمر الصحفي للمباراة: "هؤلاء اللاعبون لا يستحقوا هذا الجهاز الفني". بالطبع تصريح مثل هذا من شأنه أن يبني جسورًا من "جدران الغضب"، و"التمرد الداخلي" بين لاعبي الزمالك ومديرهم الفني، لأنه ساهم في إحراجهم أمام الجماهير، وإظهارهم بأنهم السبب الأول في "تكدير" بال جماهير الزمالك، المهمومة أيضًا بصحوة منافسهم التقليدي. ومع ذلك، فإن حسام حسن "معذور"، فطموحاته الجارفة بإعادة لقب الدوري للزمالك بعد غياب ست سنوات، وإسعاد الجماهير البيضاء دفعت به للسقوط في "فخ نفسي" مع لاعبيه، وصدرت أيضًا القلق لجماهير الفريق بعد "التنازل" عن الصدارة التي احتلها الزمالك منذ بداية المسابقة. على الجانب الآخر، واجه جوزيه -65 عامًا- تأخر فريقه أمام إنبي بهدف في الشوط الأول بحكمة الرجل العجوز، حيث روى أحد أفراد الجهاز الفني بأن جوزيه طالب لاعبيه بالتخلي عن التوتر، واللعب بجدية فقط بحثًا عن الفوز، قائلاً لهم: "إن لم يتحقق الفوز .. لا تخافوا فالمسئولية ستكون عليا وحدي"، فهو لم يقل ذلك من فراغ، لأنه أبلغ مسئولي الأهلي عند عودته للفريق مطلع هذا العام، بعدم محاسبته في حالة عدم فوز الفريق ببطولة الدوري، ولكنه في نفس الوقت يحلم كل ليلة بعكس ما قاله. تركت هذه الكلمات أثرًا "سحريًا" في آذان لاعبي الأهلي، وظهر الفريق بشكل مغاير تمامًا أمام إنبي في الشوط الثاني، سيطر .. عادل النتيجة .. تقدم بهدف .. قضى على منافسه وتفوق عليه حتى انتهت المباراة، ليصل الشياطين الحمر إلى قمة الدوري. خلاصة الكلام.. فارق الخبرة الكبير بين جوزيه وحسام حسن في عالم التدريب، أثبت أن غرفة خلع الملابس لها "لغة" خاصة قد تساهم أحيانًا في إهداء بطولة إلى فريق، وضياعها من الفريق "الأفضل"، لأن مدربه أضاع جهد سنة كاملة بسبب "زلة لسان " !.