قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم أمس الخميس، إن الولاياتالمتحدة تتواصل مع حركة طالبان في أفغانستان، واصفة الأمر بأنه "غير سار" لكنه "ضروري". وأضافت كلينتون التي كانت تتحدث أمام أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن حركة طالبان تواجه الآن خيارا أن "تكون جزءا من المستقبل في أفغانستان، أو مواجهة هجوم بلا هوادة". يُذكر أن الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، كان كشف مؤخراً أن الولاياتالمتحدة تشارك في مباحثات سلام مع "طالبان"، وهي الحركة المتشددة التي تقود حرباً شعواء ضد قوات التحالف الدولية. ومن بين الشروط التي تطلبها الولاياتالمتحدة من حركة طالبان"، قطع كامل علاقاتها مع تنظيم القاعدة، والامتثال للخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس (الأفغاني حامد) كرزاي وقوات التحالف". وجاء تأكيد تفاوض الولاياتالمتحدة مع حركة طالبان على لسان عدة مسؤولين أمريكيين، واستبق إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء أول أمس الأربعاء، في خطاب بواشنطن، عن اعتزامه سحب التعزيزات الإضافية التي قرر إرسالها إلى أفغانستان في ديسمبر 2009، في غضون 15 شهرًا. والاثنين الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي المنتهية ولايته، روبرت غيتس، إن الولاياتالمتحدة دخلت في محادثات سلام مع حركة طالبان أفغانستان، قائلا إن المسار السياسي هو الأنجع لإنهاء تلك الحرب. وقال غيتس في مقابلة مع شبكة CNN كان هناك اتصال (مع طالبان) بالنيابة عن عدد من البلدان، بما في ذلك الولاياتالمتحدة.. وأود أن أقول إن هذه الاتصالات هي أولية جدًا. وأكد الوزير الأمريكي أن "الحل السياسي هو الطريقة الأكثر نجاحا لإنهاء هذه الحروب"، قائلاً إن وزارة الدفاع تقوم بمهمة الاتصالات مع حركة طالبان منذ "بضعة أسابيع ربما". وتساءل غيتس "من يمثل حقا طالبان؟" مضيفا "إننا لا نريد في نهاية المطاف أن نرى أنفسنا نفاوض ونتحدث مع شخص هو مجرد متعاون"، واصفا الاتصالات مع الحركة بأنها "في المراحل المبكرة، وأن أي نوع من القرار سيستغرق بعض الوقت". ومضى يقول: "رأيي الشخصي هو أن محادثات مصالحة حقيقية ليس من المرجح أن تكون قادرة على إحراز أي تقدم قبل الشتاء المقبل على الأقل". وبالنسبة للأميركيين الذين يشعرون " بالضجر من تلك الحرب" يقول غيتس: "أنا أفهم إننا كنا في حالة حرب لمدة عشر سنوات، ولكن لم نكن في حالة حرب واسعة النطاق في أفغانستان إلا منذ الصيف الماضي". وتابع قائلا: "الحقيقة هي أن الولاياتالمتحدة كان لديها التزام محدود جدا في أفغانستان وحتى فترة متقدمة في عام 2008، فنحن لا نملك الإستراتيجية الصحيحة والموارد المناسبة لهذا النزاع".