تكررت شكاوى مصححي امتحانات الثانوية العامة هذا العام، كالأعوام السابقة، وتركزت الشكاوى من سوء الأماكن، ورداءة المقاعد والطاولات المتاحة لهم داخل قاعات تقدير الدرجات، رغم تصريحات المسؤولين بوزارة التربية والتعليم بأن الوزارة وفرت كافة سبل الراحة للمصححين، وأنها حدثت مايقرب من 40% من الأثاث في الكنترولات. الشروق رصدت شكاوى المصححين من داخل كنترول الجمعية الخيرية بالسيدة زينب، والذي يتكون من 3 مبان أحدهما يتكون من 4 طوابق، والمبنيان الآخران يتكون كل واحد منهما من 3 طوابق فقط، وتقسم لجان التصحيح بحيث يكون في كل فصل لجنتا تصحيح، مكونة من 11 مصححا، وموجهين اثنين لرئاسة الحجرة. وشكا المصححون بكنترول الجمعية من رداءة المقاعد الخشبية والحديدية التي يجلسون عليها، وقال أحدهم: "الجلوس على هذه المقاعد لفترة طويلة يسبب تعبا في فقرات الظهر"، أما الطاولات فهي عبارة عن "التخت اللي الطلبة بيقعدوا عليها هي نفسها بنقعد نصحح عليها"، وشكا المعلمون أيضا من عدم توفير المسؤولين أي وجبات أو مشروبات لهم خلال فترة العمل التي تمتد من التاسعة صباحا، وحتى الثانية ظهرا "بنفطر في بيوتنا قبل مانيجي ومفيش هنا حتى شاي نشربه وإحنا بنصحح". وقال أحد مصححي اللغة العربية -بنفس الكنترول- إنه عمل خلال السنوات الماضية بكنترول مدينة أكتوبر التعليمية –مبارك سابقا- مؤكدا على أن هناك اختلافا كبيرا بين التصحيح في أكتوبر والتصحيح في السيدة زينب: "الأماكن مكيفة في أكتوبر، والمقاعد متسعة وتريح المصححين أثناء التصحيح، بالإضافة إلى اتساع حجرات التصحيح بمدينة مبارك، وهو الأمر الذي يفتقده كنترول الجمعية". واختلف معه مصحح آخر، قائلا: "المكان مناسب و قصر ساعات العمل لا تستدعي أن تتكلف الوزارة تجهيزات كبيرة وضخمة"، مطالبا فقط بتوفير أكثر من مروحة في كل فصل، "لأن الجو الصيفي اللى بنشتغل فيه يحتاج لأكثر من مروحة في الفصل الواحد". وفي كنترول مدرسة السنية الثانوية بنات بالسيدة زينب، شكا المصححون من وجود مروحتين فقط بالفصل الواحد، رغم وجود أكثر من 20 مصححا في الفصل الواحد بين مقدر درجات وموجه، وهو ما يصيب المعلمين "بالخنقة" -علي حد وصفهم- أثناء التصحيح، في ظل عدم وجود مياه أو مشروبات مثلجة يمكن أن يتناولها المصححون خلال فترة التصحيح. من جانبه قال محمود ندا، مدير عام الإدارة العامة للامتحانات بوزارة التربية والتعليم، إن الوزارة حاولت توفير أقصى درجات الراحة للمصححين، من خلال اختيار أماكن تصحيح هادئة، بعضها مكيفة مثل مدينة التعليم بأكتوبر، والتي بها فندق يتسع لمبيت عدد كبير من المصححين، حيث يبيت به حاليا 130 مصححا من محافظتي الإسماعيلية والسويس، مشيرا إلي أن هناك أماكن تصحيح أخري أجرت لها الوزارة صيانة شاملة قبل بدء التصحيح مثل كنترول مدرستي السعيدية والسنية، واعدا بأن تعمل الوزارة خلال السنوات المقبلة على توفير سبل أكثر راحة للمراقبين والمصححين.