سأل الاعلامى محمود سعد فى برنامجه فى الميدان على قناة التحرير سؤالا كنا قد طرحناه من قبل على صفحات «الشروق» تحقيقا صحفيا وهو هل تستضيف الفضائيات التيارات التى تطرح أفكارا هدامة وغير متسقة مع العقل على شاشتها للحوار والتناقش؟ والحقيقة السؤال صعب فمن يؤمن بالحرية والديمقراطية يجب أن يؤمن بهما مطلقين دون شرط أو قيد لكن المسألة لا يجب أن تؤخذ على علاتها وفى رأيى اننا فى توقيت حرج يجب أن يأخذ فيه الإعلام قرارا حاسما فى مثل هذه القضايا وفى رأيى أيضا أنه يجب أن نقول لا كإجابة عن هذا السؤال، يجب أن نرفض ظهور من دعا لفرض الجزية على المسيحيين أو من أراد للغرب أن يتدخل لحمايته من المسلمين، لا يجب أن نستمع لمن يريد أن نغزو دولا أخرى ونأسر نساء آخريات كسبايا، لا نقاش مع من يريد عودة نظام ورئيس خرجت الثورة من أجل الإطاحة بهما، لا مكان لمن يؤكد أن الليبراليين والعلمانيين أعداء الله ولا يمتون للإسلام بصلة وأن من لا ينتخب مرشحا إسلاميا يتحدى الله ورسوله! فى رأيى أنه لا يجب لبرامج التوك شو التى ترفع رايات تغيير العقول أن تكون هى نفسها أداة تغييب للعقول خاصة أن أصحاب الآراء المعوجة كثيرون ويزدادون ويملكون للأسف قنوات أكثر وشاشات أكثر ليقدموا هراءهم دون أن يلتفت لهم أحد والحقيقة أن هذه ليست دعوة لتقسيم البلد والفضائيات لكن فى النهاية لن يقتنع من يصدرون الفتاوى ويطلقون التصريحات عمال على بطال بأى رأى غير رأيهم وأشعر أنهم يغالون فى هذه الآراء وهم يدركون أن الفضائيات سوف تسعى وراءهم وأن هذا وقت الشو الإعلامى ومن ثم فإطلاق التصاريح النارية مقصود، كما أننى لا أظن أن قواعد الديمقراطية والحرية لا تنطبق مع من يسعى لهدم البلد ويخرج علينا بلافتات مزعجة وألقاب أكثر إزعاجا فأنا لا أعرف لماذا تظهر الفضائيات من يدعى أنه قائد للجناح العسكرى لفصيل ما وهل من الديمقراطية والحرية أن تتحاور مع قائد ميليشيا عسكرية! وأى حوار ذلك الذى تدخله بنوايا مسبقة وعقول مظلمة وتخرج منه بجراح جديدة وانشقاقات أكثر؟، أرجو من الفضائيات أن تكون الإجابة لا وألا يظهر الأوصياء الجدد على الشاشات لا باسم الحرية ولا باسم الديمقراطية التى غالبا ما يرونها رجسا من عمل الشيطان.