كان ذلك هو الحل الذى اقترحته كتابة وقولا فى واحدة من الأزمات التى تصيب شارع الكرة المصرية بسبب «خفة قيادتها» وغياب الحوار بين أطراف المشكلة.. الحل كان أن يجلس حسن شحاتة مع جهاز الأهلى ويتفق الطرفان على احتياجات كل منهما من اللاعبين فى مباراتى المنتخب مع سلطنة عمان، والأهلى مع سانتوس.. وأخيرا قبل أن تغادر الطائرة المطار سافر أحمد حسن وأحمد فتحى مع الأهلى، وسافر أبوتريكة ووائل جمعة وسيد معوض مع المنتخب..! إن الاتفاق على ترك لاعبين للأهلى يعد درسا مهما لتلك الشخصيات التى وضعها القدر فى قمة الكرة المصرية وفوق رءوسنا. فبدلا من صناعة رأى عام ورأى عام مضاد، وبدلا من نشر ونثر مشاكلكم وغسيلها على الناس.. جربوا فكرة اللقاء والحوار والاتفاق.. جربوا فربما نستريح قليلا من تحول الحركة الرياضية وإعلامها إلى حالة حرب بين فريقين وبين رأيين، فتنهال علينا الأسئلة التافهة من نوع: أنت مع ترك لاعبى المنتخب للأهلى والحرس وإنبى أم مع ترك لاعبى تلك الأندية للمنتخب..؟! ورغم شعورك بسخافة السؤال والقضية كلها فإنك تضطر للرد بما يليه عليك ضميرك ومصلحة اللعبة، فتجد كل من حولك من المتعصبين مختلفا معك وفقا لموقعه من الفريق.. وتكون النتيجة فى النهاية أن تدفع إلى الدفاع عن نفسك بعد أن أدليت برأيك فى قضية ساذجة وتافهة ومصنوعة بسبب حوارات الطرشان التى لا تنتهى فى مصر؟! فى جريدة الحياة التى تصدر من لندن كتب الزميل مرزوق العجمى تحت عنوان «المشجع الحقيقى»: «يقول الحارس الدولى الإسبانى بيبى رايينا حارس ليفربول إنه لا يود أن يرى مانشستر يونايتد متوجا بلقب بطل أوروبا».. وأضاف الزميل أن الأهلاوى الحقيقى يتمنى هزيمة الزمالك. ونسى مرزوق العجمى أن حارس ليفربول إسبانيا، ويفترض أنه كان يتمنى فوز برشلونة قبل أن يتمنى خسارة مانشستر يونايتد. وأن الأهلاوى الحقيقى يجب أن يتمنى فوز الزمالك لو كان يلعب على كأس أفريقيا مع منافس تونسى أو كاميرونى.. أما قصص تشجيع جماهير لفرق منافسة أجنبية للمنافسين التقليديين، فإن تلك حالة مرضية، وتعبير عن غياب الوعى والرياضة.. فما أفهمه أن المشجع الحقيقى يحب أن ينتصر فريقه بنفسه. وليس أن ينتصر له فريق آخر.. الحالة الأولى شرف الرياضة، وقوة، وشطارة. والحالة الثانية تحتاج لطبيب نفسى، ودليل عجز وقلة حيلة وخيبة تقيلة..!