قرية إبيار بمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية.. يمتد تاريخها إلى أكثر من ألف عام.. ذكرها المقريزى فى «خططه» والإدريسى وابن بطوطة، والمؤرخ عبدالرحمن الجبرتى حيث ولد بها. وتضم القرية عددا من الأديرة التاريخية مثل كنيسة العذراء الأثرية، كما تضم عددا من المقامات، وذكرها ابن بطوطة فى خط سيره من المغرب ووصلها فى يوم «الركبة» أى يوم رؤية هلال رمضان، وكان حاكم المدينة يقف على رابية عالية وحوله مشايخ الطرق الصوفية، يطوفون إبيار بعد رؤية الهلال، كما ذكر ابن بطوطة. «إبيار» هى مسقط رأس الدكتور محمد البرادعى، يسكنها 33 ألف نسمة تقريبا، بينهم 22 ألف صوت انتخابى، تضم معهد فتيات أزهريا، ومدرسة للغات ومستشفى ومشروع صرف صحى، فضلا عن أكبر الأديرة على مستوى الجمهورية، ورغم كل هذا فإن أكثر من 70% من أهلها يعانون أمراض الكبد المزمنة، و5٪ يعانون الفشل الكلوى. ترجم العرب عند فتح مصر اسمها القبطى «pair» أى القناة، إلى «إبيار»، لتشابه النطق بينها وبين آبار، اعتقادا منهم بأنها سميت نسبة إلى الآبار، وهو غير صحيح، لأن القرية عبارة عن جزيرة يحيط بها النهر، وتاريخها ممتد إلى عصر الفراعنة، وكان اسمها فى الأصل «بنى نصر»، وتضم أماكن أثرية فرعونية وإسلامية مثل مسجد «العمرى» الذى تم بناؤه أثناء الفتح الإسلامى لمصر على يد عمرو بن العاص 18ه، ولم يتبق من المسجد سوى مأذنته فقط، وتضم مسجد «أحمد البجم» من العصر الأيوبى الذى يشبه جامع الأزهر، التابع لهيئة الآثار، وكانت تشتهر القرية قديما بصناعة الحرير، وذكر الجبرتى أن حرير إبيار يفوق حرير مصر والشام، واشتهرت كذلك بالحدادة وصناعة الزيوت. ويقول أهل إبيار إن هناك طريقا تحت الأرض يمتد من «الدلجمون» التابعة لكفر الزيات إلى إبيار، واسمه «ياغوش»، ويؤكدون اكتشافهم لطرق غريبة عندما يحفرون لبناء منازلهم، حتى إنهم لا يحتاجون إلى الاتصال بشبكة الصرف الصحى، ويكتفون بحفر الأرض حفرة صغيرة فتصرف فيها المياه عشوائيا. وتضم القرية أحجارا فرعونية كبيرة، وكانت بها قديما حارة تسمى «حارة النصارى»، وأول مدرسة فى إبيار أنشأها «إسحاق يعقوب» سنة 1914، أقامها لأهل القرية، مسلمين ومسيحيين، ومن أشهر عائلاتها «البرادعى، شبارة، الشريف، الدهراوى، المالكى، الجندى، نجا، دبة، الشاعر، المليجى، الحلوانى وغبارة». يقول جابر أبوعيسى، من الأهالى، إن القرية أخرجت العديد من المثقفين والشخصيات العامة والمسئولين، منهم الدكتور فتحى البرادعى، وزير الإسكان الحالى، والدكتور محمد البرادعى، أحد المرشحين المحتملين للرئاسة، والمهندس بسيونى البرادعى، نائب وزير الكهرباء الأسبق، وغيرهم من الشخصيات العامة، وترتبط القرية بعلاقات نسب وقرابة مع عمرو موسى، أمين الجامعة العربية، وابن محافظة الغربية، ويضيف أبو عيسى: «القرية تعيش كأسرة واحدة وتعتبر من القرى النموذجية بالمحافظة». يقول الشافعى عبدالجليل، شيخ القرية: «القرية تعانى الأمراض المزمنة وأمراض الكبد مع أن معظمها من المثقفين وأصحاب المناصب، وتمتاز بأنها من القرى الكاملة المرافق والخدمات»، وعن البرادعى يقول: «هو نجل مصطفى البرادعى نقيب المحامين الأسبق، تخرج فى مدرسة إسحاق يعقوب الابتدائية، وترك القرية منذ عام 60، ولم يأت إليها لانشغاله بالوظيفة، وكل معرفتنا عنه عن طريق وسائل الإعلام، واتصالاته مقطوعة بأهلها منذ خروجه منها». وعن رأيه فى محمد البرادعى يقول العيسوى نجا، موجه لغة عربية، «البرادعى شخص ذو ثقافة عالية، ومكانة عالمية مرموقة، إلا أنه لا يعرف شيئا عن طباع وشخصية المصريين». ويؤكد علاء صلاح حسن، 28 سنة، مسئول الوحدة المحلية فى مشروع الخبز، أن تزايد أعداد البطالة بين الشباب والحاصلين على المؤهلات العليا يعد من أبرز مشكلات القرية.