طعام فاخر، ليس بالدسم الذى يتخم، وليس بالتقليدى الذى لا يشجع على تناوله» هذه هى وصفات الأطعمة التى تحرص والدة أسماء الطالبة بالصف الثالث الثانوى بمدرسة أم المؤمنين الثانوية بالهرم، أن تقدمها لابنتها طوال أيام امتحانات الثانوية العامة وقبلها بأيام لتشجيعها على المذاكرة، ضمن تفاصيل حالة الطوارئ التى تعلنها فى البيت قبل أسابيع من الامتحانات. التليفزيون لا يفتح إلا فى أوقات محددة قليلة وبصوت خافت ليبقى البيت هادئا، حتى الأخت الصغرى لأسماء أرسلتها الأم قبل أيام من بدء الامتحانات لبيت الخالة، لتوفر لأسماء كل سبل الراحة، وضبط مواعيد الطعام والنوم وتناول العصائر الخاصة أيضا بأيام الامتحانات، والمكونة من «كوكتيل» من عصائر عدد من الفواكه الطازجة، حتى لا تتناول أسماء أية منبهات قد تسبب لها أرقا فى الليل أو قلة تركيز بالنهار. أسماء ليست الوحيدة التى تعيش طقوسا خاصة فى ليالى الثانوية العامة، فرغم حرص محمود سالم بالصف الثالث بمدرسة البدرشين الثانوية على مراجعة كل جزئيات المنهج ليلة الامتحان، إلا أن هذا لا يمنعه من الدخول على شبكة الانترنت بعد الانتهاء من المذاكرة لمتابعة صفحته الخاصة على موقع «فيس بوك» والتحدث مع أصدقائه وأقاربه لبعض الوقت، ولا ينسى أن يطلب منهم الدعاء لييسر له الله الأمور فى الامتحان، وقد يراجع بعض الأسئلة مع بعض الأصدقاء على الفيس بوك أيضا، وقد يتبادل معهم بعض المواد التى لها علاقة بالأسئلة والامتحانات. تنشغل هبة الله الطالبة بمدرسة جمال عبدالناصر التجريبية ليلة الامتحان بتجهيز ما سترتديه من ملابس فى الصباح، لأنها لا ترتدى الزى المدرسى طوال فترة الامتحانات، وتتفاءل بالملابس التى جاء فيها الامتحان سهلا، وترتدى فى الغالب شيئا خاصا جديدا فى كل امتحان استبشارا، لكن قلقها من الامتحان يجعلها تراجع جميع الدروس ليلة الامتحان، «أنا لو مذاكرتش المادة كلها هبقى قلقانة لحسن ييجى سؤال من اللى مذاكرتوش»، فتضطر للسهر حتى الثالثة أو الرابعة فجرا للانتهاء من المادة ومراجعتها أكثر من مرة، لأنها لا تفضل المراجعة أمام لجنة الامتحان كما يفعل البعض، لأن هذه المراجعة تشتت تفكيرها. «لو المادة صعبة ما بعرفش أنام كويس وبفضل قلقان طول الليل، لكن لو المادة سهلة بنام بدرى وبصحى بدرى» هذه هى مشاعر محمود مراد بالصف الثالث الثانوى بمدرسة زهراء مدينة نصر التجريبية فى ليلة الامتحان، «أهم حاجة بالنسبة لى هى الهدوء»، ولهذا تضطر والدته قبل أيام الامتحان أن تطلب من الجيران أن يخفضوا أصوات تليفزيوناتهم من أجل محمود، كما تطلب منهم ألا يلعب أطفالهم بالقرب من غرفة محمود بأصوات عالية خاصة أنهم يكونون قد انتهوا من امتحاناتهم، فيما يعود محمود من آخر مراجعة مع مدرسه الخاص عصرا، ثم يراجع الأسئلة والأجوبة فى الكتب الخارجية التى يذاكر منها طوال العام. أما أحمد عمر بمدرسة الوراق الثانوية بنين فإنه يفضل الانتهاء من الدرس الخصوصى قبل ليلة الامتحان، ليتفرغ فى هذه الليلة للمراجعة فقط، وعلى الاهتمام بمظهره، «رغم اعتيادى على تصفيف شعرى بطريقة خاصة، لكننى أفضل أن أقصر شعرى قبل الامتحان تلافيا لتضييع الوقت أمام المرآة كل صباح».