استنكر القيادى فى حزب الحرية والعدالة، عبدالحافظ الصاوى، حجم القلق والتخوف الذى يعانى منه الشارع المصرى «بسبب إنشاء الحزب، وقراره خوض الانتخابات بشكل مستقل عن جماعة الإخوان المسلمين». وقال الصاوى خلال ندوة «دور أحزاب ما بعد الثورة فى ظل القوائم النسبية.. اللاعب الجديد فى مقابل اللاعب العجوز» التى نظمتها مؤسسة عالم واحد للتنمية منتدى رفاعة الطهطاوى» مساء أمس الأول: «الجماعة أصبحت تعيش قصة جحا والحمار وابنه، لو قلنا هنرشح فى حدود 50% يقولوا عايزين يستولوا على السلطة، ولو قلنا مش هاننزل يقولوا خايفين». ونفى الصاوى، حصول الحزب على موافقة الجماعة على قائمة المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات البرلمانية على قائمة الحزب، مشددا على أن الحزب «مستقل تماما عن الجماعة، وقريب أوى هنشيل فكرة إن الجماعة والحزب كيان واحد من عقول الناس»، مضيفا أن الجماعة «لم تستفد من التغيرات التى شهدتها الساحة السياسية فى مصر بشكل واضح» متسائلا: «كام وزير أو محافظ أو عضو فى المجلس الأعلى لحقوق الإنسان من الإخوان؟» ورفض الصاوى فكرة «فصل الدين عن الدولة» باعتبارها «مفهوما غربيا»، وقال: «إللى يقول إنه ده ممكن يبقى بيضحك علينا»، مضيفا: «ثورة 25 يناير، وخاصة جمعتى الغضب والرحيل خرجت من المساجد، وإذا استطعت أن تفصل هذه الدلالة يبقى وقتها نقدر نفصل الدين عن الدولة». وأعلن القيادى عن عدد من توجهات الحزب أبرزها «مصادر التمويل ستقتصر على اشتراكات الأعضاء فقط، وفكرة مؤسسة الزكاة التى سينتهجها الحزب ستلقى قبول 40% من الشعب إللى عايشين تحت خط الفقر، وسنخوض الانتخابات فى حدود 50% من المقاعد لأن أكيد نصهم على الأقل قد يخسرون». من جانبه حذر المدير التنفيذى لمؤسسة عالم واحد للتنمية، ماجد سرور، من أن يلقى حزب الحرية والعدالة نفس مصير «الحزب الوطنى المنحل» فى حالة إصراره على اتباع سياسة «السيطرة واستعراض القوى وإقصاء التيارات السياسية الأخرى». وهو ما رفضه القيادى الإخوانى الذى قال «لا يجوز مقارنتنا بالحزب الوطنى، فقد كنا نرشح أستاذا جامعيا فنفاجأ بأن الحزب يرشح تاجر مخدرات ويفوز بالمقعد، وإحنا جزء من الشعب اتظلم واتعذب فى عهد النظام البائد». المفارقة أن أحد الأعضاء المؤسسين بحزب الحرية والعدالة، أشرف جلال، انتقد بشدة الخلط الواضح بين جماعة الإخوان وبين الحزب. وقال «الناس توجهت لمقر الجماعة بالمقطم لتهنئتهم بإنشاء الحزب، ولم يتوجه أحد لمقر الحزب فى جسر السويس». من جهته، أكد عضو اللجنة التنسيقية لحزب العدل، محمد جبر، على خوض الحزب للانتخابات على 10% من مقاعد البرلمان، مشددا على أن الحزب يحاول الابتعاد عن استقطاب التيارين الليبرالى والدينى، حيث إن التيار الرئيسى فى الشارع المصرى يتميز بالالتزام بالدين مع الانفتاح على الغرب والاقتناع بفكرة الحريات، مطالبا الشعب بالانتقال من مرحلة الهدم إلى البناء حتى لا تضيع الثورة ولإنهاء الشعور بالاستياء الذى ينتاب بعض المناطق العشوائية و«بدأوا يرددون جملة الثورة بتاعتكم نجحت عقبال الثورة بتاعتنا». وشدد جبر على أن مصر دولة مدنية «واللى يقول غير كده يفتح الباب للكثير من اللغط»، وبالنسبة للدعم والتمويل فأشار إلى وجود عدد من رجال الأعمال الوطنيين بنسبة لا تزيد على ال20%، بالإضافة إلى اشتراكات الأعضاء، موضحا أن الحزب قد يتعاون مع الإخوان وقوى أخرى ذات مرجعيات مختلفة تحت مظلة وطنية واسعة أما أن ينضم الحزب إلى قوى دينية فهذا صعب لأن منهجنا وسطى.