جاء في تقرير لوكالة الأممالمتحدة للاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن قطاع غزة يدخل يوم الثلاثاء (14 يونيو) عامه الخامس من الحصار الإسرائيلي البري والجوي والبحري الكامل، بينما يعاني من بطالة معدلها 45.2 في المئة، وهي واحدة من أعلى مستويات البطالة في العالم. ووجدت الوكالة أن الأجور الحقيقية انخفضت بحلول النصف الثاني من عام 2010 بنسبة 34.5 في المئة مقارنة بالنصف الأول من عام 2006 عندما فرضت إسرائيل عقوباتها بعد أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في انتخابات تشريعية فلسطينية. ويعيش أكثر من 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي يمتد ساحله مسافة 40 كيلومترا على البحر المتوسط بين إسرائيل ومصر. ولا تزال إسرائيل تحاصر غزة وتتحكم في تدفق الواردات وتقصر دخول سكانها للمناطق الإسرائيلية على الحالات الإنسانية العاجلة في الأساس لمنع نشطاء حماس من الحصول على أسلحة أو متفجرات أو ذخيرة. ويقول سكان غزة إن الحصار يضيق الخناق عليهم. وقال نبيل عثمان اللاجئ الذي يعيش في مخيم الشاطئ "الحصار خنقنا.. متنا من الحصار.. والله كنا نشتغل ونروح ونيجي ونروح زيارات.. هلقيت (الآن لا توجد) فش من مرة.. فش مجال من مرة." ويقول البعض إن الصيادين هم الاكثر تضررا. وقال صياد يدعى سيد سعيدي "اليوم بعد الحصار خمس سنوات تأزم الوضع عامة برا بحرا جوا.. كل قطاع غزة خاصة كمان عامل اسرائيل (العامل الذي كان يعمل في اسرائيل قبل الحصار).. صيادين الاسماك في البحر يعانون معاناة غير شكل (كبيرة) من اليهود.. تأزم عندهم الصيد. مفيش مجال عمل.. الناس كلها قاعدة.. الناس لانشاتها (قواربها) خربانة.. المواتير عندها خربت.. ادوات الصيد كلها خربت من قلة الشغل والاستعمال وهذا كله سببه الحصار." والافاق ضيقة أيضا أمام الشبان والفلسطينيين المتعلمين. وقال طالب يدعى عبد الله أحمد "كل سنة تقريبا 40 الف بيتخرجوا وبيقعدوا في بيوتهم لانه فش شغل. حتى البطالة بدك واسطة حتى تجيبها." وأوضح كريس جانيس المتحدث باسم أونروا أن القطاع الخاص في غزة أصبح ضعيفا على نحو خاص. وقال جانيس "هذه اتجاهات مثيرة للانزعاج لانها تظهر بوضوح كبير في تقرير للامم المتحدة وللمرة الاولى على الاطلاق أن القطاع الخاص يتضرر كثيرا في حين أن القطاع العام ينمو بصفته صاحب عمل. وعندما أقول القطاع العام فإن هذا القطاع العام تسيطر عليه (حركة المقاومة الاسلامية) حماس. لذا فإذا كان الهدف من سياسة الحصار هو إضعاف أو تدمير حماس فهي لا تجدي نفعا لكن ما تنجح فيه وبشدة هو معاقبة أفقر الفقراء والعاطلين عن العمل." ودعا جانيس إلى إعادة النظر في الحصار. وقال "أصبح معدل البطالة الآن من أعلى المعدلات في العالم ووصل إلى أكثر من 45 في المئة. يجب إعادة التفكير في سياسة الحصار فهي لا تجدي نفعا ولا تستهدف الذين يفترض أن تستهدفهم.. حان الوقت لرفع الحصار." وخففت إسرائيل قبضتها بعض الشيء قبل عام تحت ضغوط دولية لتسمح بدخول مزيد من السلع التجارية للقطاع وبعبور ما يصل إلى 400 شاحنة محملة بالسلع من معبر كرم أبو سالم يوميا. وتوفر أونروا إمدادات غذائية ومدارس للاجئين في غزة. ولا يوجد بالقطاع مطارات أو موانيء يمكن استخدامها في الشحن. وفي الآونة الأخيرة طلبت الأممالمتحدة من الدول إثناء الجماعات المؤيدة للفلسطينيين عن خرق الحظر بحرا بما يسمى بأساطيل "المساعدات الإنسانية الدولية" والتي تقول إسرائيل إنها استفزازات لها دوافع سياسية. وخفت الضغوط في غزة منذ الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك هذا العام وما أعقبها من تغيير في السياسة المصرية يتيح الآن فتح معبر رفح الحدودي الجنوبي يوميا أمام حركة المدنيين وإن لم يكن أمام التجارة. لكن أونروا قالت في تقريرها إن سكان غزة ممن هم في سن العمل -أي من تزيد أعمارهم عن 15 عاما- زادوا بنسبة اثنين في المئة في النصف الثاني من عام 2010 مقارنة بالنصف الأول من العام مما زاد الطلب على فرص العمل التي تبددت في ظل الاقتصاد المنهار. وترفض حماس الاعتراف بإسرائيل أو نبذ العنف ويصفها الغرب بأنها منظمة إرهابية. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا يمكن توقع أن تدخل أي دولة في مفاوضات سلام في هذه الظروف.