انتقد مسؤول ألماني منتمي للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الذي يشكل مع الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل ما يعرف ب(التحالف المسيحي)، الابتعاد المتزايد لتركيا عن أوروبا، وذلك عقب فوز حزب العدالة والتنمية المحافظ في الانتخابات التي جرت أمس الأحد. وقال وزير الداخلية المحلي بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا، يواخيم هيرمان، اليوم الاثنين في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب .أ) إن الفوز الواضح لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ونجاح حزب الحركة القومية يوضح أن "تركيا تتجه بشكل متزايد إلى قومية إسلامية محافظة"، وأضاف: "أراقب ذلك بقلق". وذكر هيرمان أن النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات البرلمانية في تركيا أمس أظهرت أن "تركيا تبتعد سياسيا عن أوروبا ولا تقترب ، ومن الأمانة السياسية قول ذلك بوضوح وصراحة لشركائنا الأتراك. من الممكن ألا يكون هناك عضوية كاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي". وقال هيرمان إن أردوغان لفت الانتباه خلال تصريحات سابقة تروج لقومية وإمبريالية تركية ، وأضاف: "أتذكر خطاب له في مدينة كولونيا الألمانية قبل ثلاثة أعوام حذر فيه من انصهار الأتراك في ألمانيا معطيا بذلك لنفسه كرئيس وزراء تركيا نفوذا خارج حدود بلاده ، وهذا أمر غير مقبول". وذكر هيرمان أنه ينتظر من الأتراك المقيمين في ألمانيا الاندماج في ألمانيا والاعتراف بالنظام القانوني والقيمي الألماني بدون تحفظ ، وقال: "انتظر من أي رئيس وزراء تركي أن يشجع مواطنينا الأتراك هنا على الاندماج معنا". ومن ناحية أخرى ذكر هيرمان أن القومية والإسلام الأصولي لا يتفقان مع الأفكار الأساسية للاتحاد الأوروبي ، وقال: "نتفق في أوروبا على الاعتراف الواضح بالدولة القانونية الديمقراطية الحرة وبالحقوق الأساسية وحرية الأديان وحرية الرأي والصحافة والمساواة بين الرجل والمرأة ، لكني أرى في حزب أردوغان دوائر دينية ومساعي لعدم المشاركة في هذه القيم". وأضاف هيرمان أن ذهاب زوجة أردوغان بالحجاب إلى مقر الانتخابات كان مجددا إشارة واضحة ضد مبادئ تركيا الجديدة التي أسسها كمال أتاتورك. وذكر هيرمان أن حزبه المسيحي الاجتماعي البافاري يقول دائما: "تركيا شريك مهم في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) ، لكن تركيا لا تنتمي بتاريخها وتقاليدها إلى أوروبا الغربية المسيحية".