كشف إستطلاع للرأي العام أجرته عدة منظمات مجتمع مدني، أن الشعب المصري يريد إعداد دستور جديد ، وتشكيل هيئة تأسيسية لاصداره قبل إجراء أية انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة. فقد رصدت "مؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الانسان" و"مرصد الاصلاح والمواطنة"،و "شبكة مراقبون بلا حدود" و "شبكة المدافعين عن حقوق الانسان" آراء الشعب المصرى فى طريقة تطبيق حقوقه المدنية والسياسية فى المرحلة الانتقالية التى تمر بها مصر بعد ثورة يناير فى أحدث استطلاع للرأى العام تقوم به . وأكد عماد حجاب الناشط الحقوقى والمشرف على الاستطلاع، أن النتائج تشير إلى رغبة شديدة بين المصريين لإعداد دستور جديد، وتشكيل هيئة تأسيسية لإصداره قبل إجراء أية انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة ، كما يتمسك المصريون بعدة أمور أساسية تشمل أهمية إعادة بناء المؤسسات الدستورية، وإنشاء عقد اجتماعى جديد ينظم علاقة الحاكم بالمحكومين، وتغيير شكل النظام السياسى الحالى فى مصر إلى نظام حكم رشيد قبل إجراء الانتخابات . وأضاف أن الاستطلاع يشير إلى أن الشعب المصرى يرى أن غالبية القوى السياسية والمدنية غير مستعدة حاليا لإجراء الانتخابات، وأن الإخوان المسلمين والأحزاب القديمة ورجال الأعمال المحترفين للسياسة هم أكثر المستفيدين من إجرائها قريبا ، بينما القوى السياسية الجديدة من شباب الثورة والأحزاب تحت التأسيس والحركات الاجتماعية غير مستعدة وستكون أكبر الخاسرين وسيظهر برلمان غير معبر عن توجهات وقوى الثورة الحقيقية. من جانبه ، أوضح يوسف عبدالخالق رئيس فريق العمل الميدانى، أن نتائج الاستطلاع أثبتت وجود رأى عام قوى بين المصريين يريد انتقال سياسى وديمقراطى طبيعى للسلطة فى مصر وضرورة قيام المجلس الاعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء بتوفير مناخ سياسى جيد من خلال مرحلة انتقالية تمتد لأكثر من عام حتى تتمكن القوى السياسية والمدنية من القيام بدور أساسى فى الحياة العامة ،وأهمية تدعيم مبادىء الدولة المدنية الديمقراطية . وأضاف أن الاستطلاع شمل المواطنين فى 6 محافظات، تتمثل في القاهرة الكبرى والدلتا والصعيد وفئات من شباب الثورة والاحزاب الجديدة والقديمة وأساتذة الجامعات ورموز من المفكرين والمثقفين وقيادات النقابات المهنية والعمالية والمجتمع المدنى والمواطنين العاديين فى فئات وأعمار مختلفة . يشار إلي أن الاستطلاع الذي شمل 14 سؤلا، يعد الخامس الذى يتم أجراؤه عن قضايا المرحلة الانتقالية التى تمر بها مصر منذ الثورة.