خرج د. عبدالمنعم الجميعى، أستاذ تاريخ مصر الحديث وأمين عام الجمعية التاريخية، عن صمته الذى طال شهورا منذ الاحتفال بمئوية جامعة القاهرة فى ديسمبر الماضى 2008، ليوضح أن الاحتفال كان يجب أن يكون بمئوية (الجامعة المصرية) وليس بجامعة القاهرة. وتندر الجميعى قائلا: «جامعة قاهرة إيه ومكانها فى الجيزة»، مشيرا إلى أن الجامعة المصرية أنشئت فى أول الأمر بقصر الزعفران، الذى تشغله جامعة عين شمس الآن، وكانت كلية الآداب هى النواة للجامعة المصرية وظلت تحمل هذا الاسم حتى وفاة الملك فؤاد، ثم بعد ذلك أطلق على الجامعة اسم جامعة فؤاد الأول تخليدا لذكراه، وتساءل «من أين إذن جاءت تسمية جامعة القاهرة؟». جاء ذلك خلال مشاركته فى الصالون الثقافى الذى ينظمه دوريا د. سعيد إسماعيل على، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، تحت عنوان «الجامعة المصرية فى مائة عام». وتطرق الجميعى إلى تاريخ إنشاء الجامعة المصرية التى بدأت فكرة إنشائها عقب عودة رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك من البعثات الخارجية التعليمية لينشرا ما تعلماه، ثم دعوة جورجى زيدان إلى إنشاء جامعة للتعليم العالى، وبعد ذلك تبنى مصطفى كامل للفكرة، ومن بعده تلميذه محمد عبده الذى توصل إلى اتفاق مع قاسم أمين على أن يرأس لجنة إنشاء الجامعة المصرية. وأضاف أن الخديو عباس الثانى وضع الجامعة تحت ولايته وأصبح الملك أحمد فؤاد رئيسا لها، وتم الاتفاق على أن تبقى الجامعة أدبية علمانية بحيث لا يصبح لها دين إلا العلم. وأشار إلى أن الدراسة فى الجامعة كانت عبارة عن مجموعة محاضرات ولا تصدر أى شهادات، وكان الملك أحمد فؤاد يدرس الفروسية، وكان يوجد بها قسم للسيدات يتلقون فيه المحاضرات من الساعة الحادية عشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا لتكون بعيدة عن محاضرات الرجال والتى كانت تبدأ من الرابعة ، وفيما بعد، أراد الملك فؤاد إنشاء جامعة حكومية تضم خلالها الجامعة الأهلية. وانتقد الجميعى ما وصلت إليه الجامعات المصرية الآن من الوجود المكثف للحرس الجامعى والذى لم يكن موجودا من قبل، حيث كان الأمر يقتصر على بعض أفراد الأمن التابعين لرئيس الجامعة حتى وقت قريب.