بدأت أعمال المؤتمر الرابع للمنظمات الإنسانية التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بمشاركة أكثر من 100 منظمة دولية وإقليمية، اليوم الأربعاء، بالخرطوم. وأكد الرئيس السوداني عمر البشير -في كلمة له اليوم الأربعاء بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر- أن العالم الإسلامي يمر بظروف في غاية الالتباس والتعقيد، وفي زمن صار العمل الإنساني مطية لمنظمات تتاجر به، وتتخذه سبيلا لمآرب أخرى. وأشار الرئيس السوداني إلى أن الروح التي يتسم بها هذا المؤتمر الذي وصفه بالمحوري، يجسد روح التعاون على البر وتعميم الخير بين الناس والتكافل والتكامل والعمل من أجل مستقبل أفضل للعمل الإنساني لضمان الحياة الكريمة للشعوب. ودعا البشير إلى التصدى للتحديات الإنسانية التي تواجه الأمة والمنظمات العاملة في المجال الإنساني، وإلى تبني مبادرات تعزز دور الدولة في توفير العيش الكريم والسلم والأمن الإجتماعى للشعوب. وشدد على ضرورة نقل المنظمات لأنشطتها من مجرد مساعدات آنية إلى برامج تنموية مستمرة ومنتجة لمساعدة المجتمعات المستهدفة. المنظمات الأجنبية لا تقدم إلا الفتات وذكر أن كثيرا من المنظمات ذات الأغراض المشبوهة التي تعمل ضد بلداننا تستخدم أموالا ومقدرات تشارك في توفيرها دول إسلامية، لكنها تستخدم بصورة مخالفة لما يريده واضعوها، واصفا اتهام المنظمات الإسلامية بالإرهاب بأنه كذب وبهتان. وأضاف أن السودان عانى من زيف منظمات أجنبية ادعت زورا خدمتها للإنسان، في الوقت الذي تبدد كل ما تجمعه، ولا تعطي إلا الفتات للمحتاجين. وأشار عمر البشير إلى أن بلاده عندما أبعد بعض تلك المنظمات الأجنبية التي تعدت الخطوط الحمراء احتجت علينا، ووصف هذه المنظمات بأنها "في ظاهرها إنسانية، ومن باطنها تفوح بالعذاب". وأثنى البشير على جهود المشير عبد الرحمن سوار الذهب، رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية، وأكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في مجال الدعوة والعمل الإنساني للشعوب المسلمة وغيرها. من جانبه، قال المشير عبد الرحمن سوار الذهب، رئيس مجلس أمناء المنظمة السودانية للدعوة الإسلامية، إن المؤتمر يتناول محورين أساسيين هما العلاقة بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني في العالم الإسلامي التي تشمل أربع أوراق علمية، والمحور الثاني هو دور منظمات المجتمع المدني في التنمية والتغيير الاجتماعي. وأكد أهمية المؤتمر في ظل التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد الإسلام والأقليات المسلمة، مشددا على ضرورة الاتجاه من الإغاثة إلى محاور التنمية في الدول الإسلامية. وأضاف أن الإرهاب تهمة مبهمة قصد بها تعطيل الأعمال الناجحة في العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن هناك عراقيل من قبل الغرب للعمل الدعوى بسبب دعاوى الإرهاب. والجدير بالذكر أن انعقاد المؤتمر الرابع للمنظمات الإنسانية التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بالخرطوم، يأتي تنفيذا لتوصيات المؤتمر الثالث، والذي عقد في الدوحة في مارس الماضي، حيث درجت منظمة المؤتمر الإسلامي على إقامة مؤتمر سنوي لمنظمات المجتمع المدني بالدول الأعضاء يتم فيه تبادل التجارب وتناقش قضاياه تحديات العمل الانسانى بصفة خاصة.